راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
[align=center]الحصاد موروث اقتصادي واجتماعي إماراتي عريق
يمثل موسم حصاد القمح «البر» في المناطق الجبلية في دولة الإمارات نمطاً اقتصادياً واجتماعياً وتراثياً عريقاً. ويعبر سكان الأودية والجبال بشكل أساسي عن مظاهر فرحتهم في موسم الحصاد، الذي يعني نجاحه استمرار دورة الحياة لموسم آخر، وأن الجهود التي استمرت قبل وأثناء وبعد موسم الأمطار لم تذهب سدى، وأن عجلة النظام الاجتماعي والاقتصادي لم تتوقف عن الحركة.
وعلى الرغم من قلة المساحات الصالحة للزراعة في المناطق الجبلية إلا أن سكانها استطاعوا تجاوز هذه العقبة من خلال إقامة أو بناء ما يسمى «الوعب» بحيث تمهد أرضاً في بطن الجبل أو في السهل كأرض زراعية تصلح لزراعة القمح أو الشعير في موسم الأمطار، ويبنى هذا «الوعب» من الحصى ويقع بالقرب من مجرى مياه الأمطار بحيث يترسب فيه عبر السنين الطين الصالح للزراعة، كما يساعد هذا الموقع سهولة غمره بمياه الأمطار من خلال إقامة مجرى للمياه أو أكثر وتسمى «أمسيلة». ويذكر حسن محمد الشحي الذي دعا إلى ما يسمى «دق الحب» وهي المرحلة الأخيرة من عملية زراعة القمح التي تبدأ مع بداية موسم الأمطار في شهر نوفمبر أو ديسمبر، وتستمر لغاية حصد الحبوب في أواخر شهر مارس، لافتاً إلى ان هذه «الوعوب» بنيت منذ مئات السنين وما زالت قائمة كما هي إلى وقتنا الحاضر، ولا توجد منطقة جبلية مأهولة بالسكان إلا ولديها مجموعة من «الوعوب».
وقال زويد الشحي انه قام هذا الموسم بزراعة القمح بالطريقة التقليدية إحياء لهذا التراث العريق، ليس لمردوده الاقتصادي في الوقت الحاضر، لكن لأنه يمثل فرصة مناسبة للأجيال لاطلاعهم على ما كان يقوم به أجدادهم في الماضي وكيف كانوا يمارسون حياتهم التي امتزجت فيها قسوة الطبيعة وقلة الموارد وصعوبة العيش وكيف تجاوزوا المعوقات بتكاتفهم وتعاونهم وكيف تأقلموا مع تلك الحياة الصعبة للحصول على لقمة العيش في مناطق شديدة الوعورة.وأضاف زويد قائلاً إن موسم زراعة القمح جزء مهم من الموروث الاقتصادي والثقافي والشعبي للسكان، حيث تتناغم هذه العناصر مع الطبيعة لتصنع ملحمة جميلة ورائعة من العمل الدؤوب المتواصل لتحقيق النجاح دون كلل أو ملل. وتمثل كمية المحاصيل التي يجنيها الأهالي متواضعة في حد ذاتها لكن أهميتها تكمن في ما تمثله من تأثير حقيقي ومباشر على حياتهم، فسكان المناطق الجبلية الأودية يعتمدون على حبوب القمح بشكل أساسي في غذائهم وفي مقايضتها بسلع أخرى، كما يخزن «التبن» الذي يستخدم طوال فترة الصيف علفاً للماشية، لذلك يمثل موسم جني المحصول مناسبة كبيرة لها دلالاتها وتأثيراتها على الجميع.
ويقول زويد الشحي إن سكان المناطق الجبلية يتعاونون في إقامة مثل هذه المناطق الزراعية وزراعتها وجني المحصول وهو ما يرسم صورة حقيقة لمدى تلاحم وتلازم الأسر قديماً في كل الأمور تقريباً، وهذا ما يفسر انتشار زراعة القمح في الجبال الأودية رغم مشقتها وصعوبتها وهي زراعة لن يكتب لها النجاح إلا بالمشاركة والتعاون والتآزر بين الجميع ويسمى «الحشيد» حيث يحشد كل الأفراد طاقاتهم لمساعدة أحد أفراد المنطقة في كل المراحل التي يتم فيها زراعة القمح منذ الحرث «الهيس» مروراً بجز سنابل القمح «اليزيز» وأخيراً دق الحب ففي كل مرحلة نرى تداخلاً مهماً في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقبل يوم الحصاد يعد الأهالي العدة بحيث يعرف كل فرد مهمته وواجبه أثناء الحصاد الذي يستمر يوما كاملا وأحياناً نصف يوم على حسب كمية وحجم السنابل التي تم جزها في وقت سابق وجففت، وأحياناً توضع داخل «الينز» حفاظا عليها من الأمطار أو الرطوبة حيث من المهم ان تكون جافة حتى يسهل التعامل معها في يوم الحصاد أو يوم الدق.
وفي الوقت المحدد، يتجمع الأهالي في يوم كأنه من أيام الأعياد، فترى الحركة والنشاط والفرحة ترتسم على الوجوه فالكل يشارك في هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية والتراثية رجالاً ونساءً وأطفالاً فيتم تجميع سنابل القمح في مكان يسمى «الينور» وهي أرض نظيفة خالية من الشوائب والحصى فيها يدق الحب من قبل الرجال.
بحيث تتكون حلقة دائرية، يقودها شخص ذو خبرة ودراية بتناغم واحد وبحركة دائرية تصاحبها أهازيج شعبية تبعث على التفاؤل والحماس والنشاط ويحدد أوقاتاً معينة للراحة، ويتابع بشكل دقيق كافة مراحل الدق بعد ذلك يبدأ فصل الحبوب عن التبن وذلك بنثره في الهواء وكان يتم هذا على أساس قوة الهواء التي تنثر كل شيء عدا الحبوب، التي تتساقط بكل هدوء على الأرض وكأنها تأبى أن لا تفارق تلك الأيادي التي رعتها وحافظت عليها لترسم مستقبلاً جديداً.
[/align]

يمثل موسم حصاد القمح «البر» في المناطق الجبلية في دولة الإمارات نمطاً اقتصادياً واجتماعياً وتراثياً عريقاً. ويعبر سكان الأودية والجبال بشكل أساسي عن مظاهر فرحتهم في موسم الحصاد، الذي يعني نجاحه استمرار دورة الحياة لموسم آخر، وأن الجهود التي استمرت قبل وأثناء وبعد موسم الأمطار لم تذهب سدى، وأن عجلة النظام الاجتماعي والاقتصادي لم تتوقف عن الحركة.
وعلى الرغم من قلة المساحات الصالحة للزراعة في المناطق الجبلية إلا أن سكانها استطاعوا تجاوز هذه العقبة من خلال إقامة أو بناء ما يسمى «الوعب» بحيث تمهد أرضاً في بطن الجبل أو في السهل كأرض زراعية تصلح لزراعة القمح أو الشعير في موسم الأمطار، ويبنى هذا «الوعب» من الحصى ويقع بالقرب من مجرى مياه الأمطار بحيث يترسب فيه عبر السنين الطين الصالح للزراعة، كما يساعد هذا الموقع سهولة غمره بمياه الأمطار من خلال إقامة مجرى للمياه أو أكثر وتسمى «أمسيلة». ويذكر حسن محمد الشحي الذي دعا إلى ما يسمى «دق الحب» وهي المرحلة الأخيرة من عملية زراعة القمح التي تبدأ مع بداية موسم الأمطار في شهر نوفمبر أو ديسمبر، وتستمر لغاية حصد الحبوب في أواخر شهر مارس، لافتاً إلى ان هذه «الوعوب» بنيت منذ مئات السنين وما زالت قائمة كما هي إلى وقتنا الحاضر، ولا توجد منطقة جبلية مأهولة بالسكان إلا ولديها مجموعة من «الوعوب».

وقال زويد الشحي انه قام هذا الموسم بزراعة القمح بالطريقة التقليدية إحياء لهذا التراث العريق، ليس لمردوده الاقتصادي في الوقت الحاضر، لكن لأنه يمثل فرصة مناسبة للأجيال لاطلاعهم على ما كان يقوم به أجدادهم في الماضي وكيف كانوا يمارسون حياتهم التي امتزجت فيها قسوة الطبيعة وقلة الموارد وصعوبة العيش وكيف تجاوزوا المعوقات بتكاتفهم وتعاونهم وكيف تأقلموا مع تلك الحياة الصعبة للحصول على لقمة العيش في مناطق شديدة الوعورة.وأضاف زويد قائلاً إن موسم زراعة القمح جزء مهم من الموروث الاقتصادي والثقافي والشعبي للسكان، حيث تتناغم هذه العناصر مع الطبيعة لتصنع ملحمة جميلة ورائعة من العمل الدؤوب المتواصل لتحقيق النجاح دون كلل أو ملل. وتمثل كمية المحاصيل التي يجنيها الأهالي متواضعة في حد ذاتها لكن أهميتها تكمن في ما تمثله من تأثير حقيقي ومباشر على حياتهم، فسكان المناطق الجبلية الأودية يعتمدون على حبوب القمح بشكل أساسي في غذائهم وفي مقايضتها بسلع أخرى، كما يخزن «التبن» الذي يستخدم طوال فترة الصيف علفاً للماشية، لذلك يمثل موسم جني المحصول مناسبة كبيرة لها دلالاتها وتأثيراتها على الجميع.

ويقول زويد الشحي إن سكان المناطق الجبلية يتعاونون في إقامة مثل هذه المناطق الزراعية وزراعتها وجني المحصول وهو ما يرسم صورة حقيقة لمدى تلاحم وتلازم الأسر قديماً في كل الأمور تقريباً، وهذا ما يفسر انتشار زراعة القمح في الجبال الأودية رغم مشقتها وصعوبتها وهي زراعة لن يكتب لها النجاح إلا بالمشاركة والتعاون والتآزر بين الجميع ويسمى «الحشيد» حيث يحشد كل الأفراد طاقاتهم لمساعدة أحد أفراد المنطقة في كل المراحل التي يتم فيها زراعة القمح منذ الحرث «الهيس» مروراً بجز سنابل القمح «اليزيز» وأخيراً دق الحب ففي كل مرحلة نرى تداخلاً مهماً في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وقبل يوم الحصاد يعد الأهالي العدة بحيث يعرف كل فرد مهمته وواجبه أثناء الحصاد الذي يستمر يوما كاملا وأحياناً نصف يوم على حسب كمية وحجم السنابل التي تم جزها في وقت سابق وجففت، وأحياناً توضع داخل «الينز» حفاظا عليها من الأمطار أو الرطوبة حيث من المهم ان تكون جافة حتى يسهل التعامل معها في يوم الحصاد أو يوم الدق.
وفي الوقت المحدد، يتجمع الأهالي في يوم كأنه من أيام الأعياد، فترى الحركة والنشاط والفرحة ترتسم على الوجوه فالكل يشارك في هذه التظاهرة الاقتصادية والاجتماعية والتراثية رجالاً ونساءً وأطفالاً فيتم تجميع سنابل القمح في مكان يسمى «الينور» وهي أرض نظيفة خالية من الشوائب والحصى فيها يدق الحب من قبل الرجال.
بحيث تتكون حلقة دائرية، يقودها شخص ذو خبرة ودراية بتناغم واحد وبحركة دائرية تصاحبها أهازيج شعبية تبعث على التفاؤل والحماس والنشاط ويحدد أوقاتاً معينة للراحة، ويتابع بشكل دقيق كافة مراحل الدق بعد ذلك يبدأ فصل الحبوب عن التبن وذلك بنثره في الهواء وكان يتم هذا على أساس قوة الهواء التي تنثر كل شيء عدا الحبوب، التي تتساقط بكل هدوء على الأرض وكأنها تأبى أن لا تفارق تلك الأيادي التي رعتها وحافظت عليها لترسم مستقبلاً جديداً.
[/align]