أحب أشكر كل من استقبل مدونتي بالترحيب ، الله يجزيكم الخير جميعا
سمعتم عن عائشة التيمورية ؟
صاحبة القصيدة الشهيرة التي يقول مطلعها :
بيد العفاف أَصون عز حجابي ... وِبِعِصمَتي أَسمو عَلى أَترابي
نشأت عائشة في بيت علم وسياسة، فأبوها كان يعمل رئيسا للحاشية الملكية في مصر ، ولها شغف بمطالعة كتب الأدب
وكانت شاعرة مجيدة ، فقدت عائشة ابنتها «توحيدة» وكانت حبيبة إليها، تحب الشعر مثلها، وتعلمت العروض وكتبت شعرا تنعى فيه نفسها، وكان هذا الحادث الأليم عميق الأثر في نفس عائشة حيث ظلت 7 سنوات بعد وفاة ابنتها في حزن دائم وبكاء لا ينقطع،
وقد رثت البنت نفسها في مرض الموت بقصيدة تبكي الحجر وتحرك الجماد :
لبست ثياب السقم في صغــــــــــــر
وقد ذاقت شراب الموت وهو مريرُ
جاء الطبيب ضحى وبشر بالشـفا
إن الطبيب بطــبه مغــــــــــــــرور
وصف التجرع وهو يزعم أنـه
بالبرء من كل السقام بشيـــــــر
فتنفست للحزن قائلـــــــــــة لـــه
عجل ببرئي حيث أنت خبــــــــير
وارحم شبابي إن والدتي غــــدت
ثكلى يشير لها الجوى وتشـــــــير
لما رأت يأس الطـبيب وعــــــجــزه
قالت ودمع المقلتين غزيــــــــــر
أماهُ قد كلّ الطبـيب وفاتنــــي
مما أؤمل في الحياة نصــــير
أماه قد عــــــز اللقاء وفي غـــــد
سترين نعشي كالعروس يسيـر
وسينتــهي المسعى الى اللحد الــ ذي
هو منزلي وله الجموع تــصير
قولي لرب اللحـــــد رفقاً بابنتــــــي
جاءت عروساً ساقها التقديــــــر
وتجلدي بإزاء لحـــدي برهــــــــــــة
فتراك روح راعها المقــــــــــــدور
أماه قد ســــــلفت لنا أمنيــــــــــة
يا حسنها لو ساقها التيســــير
كانت كأحلام مضــــــت وتخلفــــت
مذ بان يوم البين وهو عســــــير
جرت مصائب فرقتي لك بعـــــد ذا
لبس السواد ونفذ المســــــطور
أماه لا تنســــي بحق بنوتـــــــــي
قبري لئلا يحزن المقـــــــــــــبور
فردت عليها الأم المكلومة بقصيدة لا تقل عنها شجا ولوعة :
بنتاه ياكبـــــــدي ولوعة مهجتـــي ... قد زال صفو شأنه التــكــــــديرُ
والله لا أسلو التــــلاوة والدعــــــــا ... مـا غردت فوق الغصون طيــــور
كلا ولا أنســـى زفير توجـــــــــعي ... والقد منك لدى الثرى مدثـــــور