اسيل السعوديه
๑ . . شخصية هامة . . ๑
- التسجيل
- 4 يوليو 2010
- رقم العضوية
- 12319
- المشاركات
- 11,827
- مستوى التفاعل
- 1,570
- الجنس
- الإقامة
- ديرتي نجد يابعدحيي
غزوة حنين
بعد فتح مكة فقد دخل أكثر أهلها في الإسلام وبقى البعض على جاهليته يتعلق بالأصنام وبالرغم من نصر الإسلام والمسلمين إلا إنه كان هناك رد فعل معاكس لدى القبائل الكبيرة القريبة من مكة وفى مقدمتها هوازن وثقيف وتعتبر الطائف قصبتها وهى أكبر المدن في الجزيرة بعد مكة ويثرب إجتمع رؤساء هذه القبائل وأجمعوا على المسير لقتال المسلمين قبل أن تتوطد دعائم الفتح.
وتحرك جيش المسلمين بناء على أمر قائده النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الخامس من شوال سنة 8 هـ متجها نحو تجمعات المشركين في حنين وقد شارك ألفا مقاتل من أهل مكة فبلغ عدد قوات الجيش الإسلامي أثنى عشر ألف مقاتل وهو أكبر جيش للمسلمين يخرج للقتال في حياة النبي صلى الله عليه وسلم حتى هذه الغزوة وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على تأمين قواته لذلك فقد أهتم بحراسة الجيش ومراقبة تحركات العدو وسار الجيش الواثق حتى وصل إلى وادي حنين.
وكان جيش العدو قد سبقوا إلى احتلال مضايقه وانبثوا في الشعاب والأجناب المنيعة ثم تهيئوا لإستقبال المسلمين ولما أقبلت الطلائع الغفيرة تتدافع نحو الوادي وهى غافلة عما يكمن فيه وتساقط وابل من السهام فوق المسلمين من المكامن العالية وانتشرت موجة الفزع فكسرت الصفوف المرصوصة وبعثرتها فانكفأ المسلمون مهزومين وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين قال (إلىٌ أيها الناس هلم إلىٌ أنا رسول الله أنا محمد بن عبد الله) قال: فلا شيء (أي فلا مجيب) وفيمن ثبت معه صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر من أهل بيته علىٌ بن أبى طالب والعباس بن عبد المطلب وإبنه الفضل بن عباس وأبو سفيان إبن الحارث وربيعة بن الحارث وأيمن بن عبيد وهو إبن أم أيمن وأسامة بن زيد.
وعن إبن مسعود رضي الله عنه قال: "كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين قال: فولى الناس وثبت معه ثمانون رجلا من المهاجرين والأنصار فنكصنا على أقدامنا نحوا من ثمانين قدماً ولم نولهم الدبر وهم الذين أنزل الله عز وجل عليهم السكينة قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلته يمضى قُدما فحارت به بغلته فمال عن السرج فقلت: إرتفع رفعك الله فقال: ناولني كفاً من تراب فضرب به وجوهم فامتلأت أعينهم ترابا قال (أين المهاجرون والأنصار) قلت: هم أُولاء قال: (إهتف بهم) فهتفت بهم فجاءوا وسيوفهم بأيمانهم كأنما الشُهب وولى المشركون أدبارهم".
وألقى الله عز وجل الرعب في قلوب المشركين قال تعالى "سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ " آل عمران 151.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يوصى أصحابه بأن يشتدوا على المشركين لتكون هذه الجولة في صالح جنود الرحمن. ولم تكن خسائر المسلمين كبيرة خلافا للتوقعات عن إصابة المشركين في الجولة الأولى وفر الكثير من المشركين إلى حصونها بالطائف وكان سبى حنين والغنائم كثيرة فقد بلغ ستة آلف من النساء والأبناء وأربعة آلاف أوقية فضة بخلاف الإبل والأغنام.