راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑
التراث دفء البيوت مدى عشقهم للتراث الوطني والشعبي، وتعلقهم بالماضي الجميل، وحنينهم الجارف إلى صور حياة الآباء والأجداد، وهو ما يتجلى في العدد المتنامي من المواطنين الذين ينشئون متاحف خاصة للتراث داخل منازلهم أو في ساحاتها وحدائقها .
محمد سيف بن سيف الشحي، 64 عاماً، من أبناء رأس الخيمة، اقام مؤخراً متحفاً جديداً للتراث الشعبي في مسكنه بمنطقة الظيت الجنوبي في مدينة رأس الخيمة، دشنه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، بحضور سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، وعدد من الشيوخ والشخصيات والأهالي .
عن المتحف، الذي أطلق عليه اسم (متحف صقر)، يقول ابن سيف: “بدأت جمع القطع التراثية بمختلف أصنافها وأشكالها منذ 30 عاماً تقريباً، وأشعر بسعادة غامرة وأنا أرى حلمي اليوم متجسدا على أرض الواقع، بإنشاء متحف يحتوي ما جمعته خلال تلك السنوات الطويلة الماضية، يزوره محبو التراث وعشاق الماضي الجميل والشباب، ليطلعوا على معالم هويتهم الوطنية وتراثهم الشعبي الأصيل وماضي آبائهم وأجدادهم” . ويوضح أنه “أنشأ هذا المتحف بنفسه، وأشرف عليه، وتحمل تكلفة إنشائه، من باب تعلقه بهذا التراث والماضي الجميل، وخدمة للأجيال الجديدة من أبناء الوطن”، موضحا انه خصص “لمتحفه التراثي حجرة في منزله، واستغرق العمل لإنجازه عاماً ونصف العام، في ترتيب محتوياته من المواد والقطع التراثية، إلى التنسيق وعمل الديكور وسواها، ويخطط لتوسعته مستقبلا” .
ويؤكد ابن سيف أن أسعد لحظاته حين تزوره إحدى المدارس، ويشاهد الطلبة يطلعون ويعاينون القطع والأدوات التراثية، ويسألون باهتمام وحماس عن أسرارها وتفاصيلها، ويكتشفون ماضي أجدادهم وأشكال حياة آبائهم”، لافتا إلى “عدد كبير من الأهالي الذين زاروا المتحف واطلعوا على معروضاته التراثية منذ افتتاحه” .
عن مصادر القطع التراثية، التي يحتويها المتحف المصغر، يلفت مؤسسه إلى أن بعضها ورثها عن والديه وأهله، واشترى بنفسه البعض الآخر، وأهداه قسماً آخر الأصدقاء، مؤكداً أنه كان حريصاً على الاعتناء بها وحفظها، وإنها محل اعتزاز كبير لديه .
ويضيف ابن سيف أن القطع التراثية في متحفه ترجع إلى مصادر عدة جغرافياً، منها ما يعود إلى إمارات الدولة، ومنها ما يرجع إلى دول أخرى، بينها عُمان والبحرين وسوريا والهند” .