وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
القصة مَعْلمٌ قديرٌ على تزكية الأخلاق ، ورسم العادات ، وتصوير خلجات الأنفس ، وهي إذا شرف قصدها ونبل غرضها
تهذب الطبع وترقق القلب ، وتدفع المرء إلى المُثل العالية .
والعرب أخذوا بسهم وافر من هذا الفن الرفيع ، وأُثر عنهم نصيب من ذلك الأدب البديع .
وإذ أهنئ الإخوة والأخوات على مشاركتهم وفوزهم ، أدعوهم لأن يكملوا ما بدؤوه من طريق الأدب
ويرسلوا لأخيلتهم العنان ، ويثروا لغتهم بكثرة القراءة .
اقرؤوا للجاحظ ، وابن قتيبة ، وبديع الزمان ، وأبي حيّان ، والقاضي الجرجاني ، وأقرؤوا للمازني والرافعي ، وزكي مبارك
ومحمود شاكر ، والمنفلوطي ، والطنطاوي ، وقروناً بين ذلك كثيراً ، ولسوف تلقون عندهم قطعاً من النّعيم المقيم ، ونفحات من النسيم العظيم
والكلام في أدب القصص وإنشائها طويل ذو شجون ، لكن حسبكم من القلادة ما يُحيط بالعنق . فاكتبوا وحاكوا أساليب أولئك الأدباء
ولا تستعجلوا وابدؤوا وشاركوا وتعثّروا ، حتى تكونوا سادة المضمار
تهانينا للجميع ..