اخْتَلَف عُلَمَاء الْعُصُور الْقَدِيْمَة وَحَتَّى الْعُلَمَاء الْجُدُد فِي عُمْر الْكَوْن الْأَصْلِي فَالْبَعْض قَال أَن الْبَشَر عَاشُوْا عَلَى الْأَرْض مُنْذ مَلْيُونَي سَنَة تَقْرِيْبا. الْدِّرَاسَات الَّتِي أُجْرِيَت تَقُوْم بِدَرَاسَة الْكَوْن مِن 5500 سُنَّة وَتُسَمَّى هَذِه الْسِّنِيْن ( [mark=#FFFF66]مَا قَبْل الْتَّارِيْخ[/mark] ).. أَمَّا الْعُصُور ([mark=#FFFF66] مَا بَعْد الْتَّارِيْخ[/mark]) هِي الْعُصُور الَّتِي تَم فِيْهَا اخْتِرَاع الْكِتَابَة فِي بِدَايَاتُهَا كَانَت بِالرَّسْم.. وَالْعَصْر مَا بَعْد الْتَّارِيْخ كَان الْأَقْرَب لِمَعْرِفَة حَيَاة الْنَّاس وَحَضَارَاتِهُم أَو بِالْأَحْرَى اسْتِنتَاجُهَا مَن الْصُّوَر..
كَمَا ذَكَرْنَا أَن الْعَالَم يُقَال أَنَّه بَدَأ مِن مَلْيُونَي سُنَّة، الْعُلَمَاء يَقُوْلُوْن أَن الْإِنْسَان بَدَأ يَتَعَلَّم أُمُوْر الْزِّرَاعَة نَحْو 9000 عَام قَبْل الْمِيْلَاد،، قَبْل الْتَّارِيْخ.. أَي قَبْل الْكِتَابَة.. كَانَت كُل حَضَارَة تُعْتَمَد عَلَى مَا لَدَيْهَا مِن مَوَاد طَبِيْعِيَّة وَإِبْدَاع سُكَّانِهَا ... وَتَطَوَّرَت الْحَضَارَات عَن طَرِيْق طُرُق الْمُوَاصَلَات الَّذِي أَدَّى إِلَى تَبَادُل الْأَفْكَار وَالْمَهَارَات...
بَعْد كَثْرَة التَّوَاصُل وَالِاخْتِلَاط بَيْن الْدُّوَل [mark=#FFFF99]قَامَت الْإِمْبِرَاطُوُرِيَّات،،،، [/mark]فَمَثَلَا الْحَضَارَة [mark=#FFFF99]الْيُونَانِيَّة فِي الْضِّفَّة الْشَّمَالِيَّة مِن الْبَحْر الْمُتَوَسِّط وَظَهَرَت هُنَاك حَضَارَتَان تَابِعَة لِلْيُونَانِيّة وَهِي بَاسِم الِمِيْنَوّيّة وَالَمِيسَينِيّة،، لِنَكُون أَكْثَر دِقَّة هِي تركيّا حَالِيّا... أَمَّا الْرُّوْمَانِيَّة فَظَهَرَت فِي أُوْرُوبَّا الْغَرْبِيَّة وَّأَمْرِيْكَا وَاسْتُرَاليّا... وَالْحَضَارَة الْإِسْلَامِيَّة فِي الْشَّرْق حَيْث ظَهَرَت الْدِّيَانَات الْمُخْتَلِفَة وَالْفَلَاسِفَة..[/mark]
أَمَّا الْتَّارِيْخِ الْحَدِيْثِ الَّذِيْ يَقْدِرُ بِـ 500 سُنَّةَ،،،، هُوَ الْعَصْرُ الَّذِيْ أُسَمِّيْهِ أَنَا شَخْصِيَّا[mark=#FFFF99] بِدَايَّةِ هَيْمَنَةِ الْغَرْبِ [/mark]بِسَبَبِ إِمْكَانِيَّاتِهِمْ الْمَادِّيَّةِ وَتَقَدَّمَهُمْ الْفَنِّيّ أَوْ مَا يُسَمَّىْ بِالتِّكْنُولُوْجيّ.... فَاسْتَطَاعَ الْغَرْبِ بِهَذَا الْتَّطَوُّرِ أَنْ يَسَيْطِرُوْا عَلَىَ الْعَالَمِ سِيَاسِيا وَدِيْنِيا وَاقْتِصَادِيا وَاجْتِمَاعِيا فِيْ الْبِلَادِ الَّتِيْ تَعَرَّضَتْ لْهَيْمنَتِهُمْ.
إِنْ أَهُمْ مَا يُمَيِّزُ بِلَادِ الْعَالَمِ مُنْذُ 500 عَامٍ وَحَتَّىْ عَصْرُنَا الْحَالِيِّ، هُوَ عَلَىَ الْرَّغْمِ مِنْ وُجُوْدِ الْحَوَاجِزُ الْدِّيْنِيَّةِ وَالحَضَارِيّةً وَالْثَّقَافِيَّةِ الَّتِيْ تُفَرِّقُ بَيْنَ سُكَّانِهَا مَازَالُوا [mark=#FFFF99]مُتَوَاصِلِيْنَ بِالِاتِّصَالَاتِ وَالْمُوَاصَلَاتِ الْحَدِيثَةِ، [/mark]الَّتِيْ تَجْعَلُهُمْ يُؤْثِرُوْنَ وَيَتَأَثَّرُونْ مِنْ بَعْضِهِمْ. يَرَىَ الْكَثِيْرِ إِنْ ثَقَافَاتِ الْعَالَمِ تَنْصَهِرُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ أَوْ بِمَعْنَىً آَخَرَ تَنْتَقِلُ مِنْ مَكَانٍ إِلَىَ آَخِرِ عَنْ طَرِيْقِ هَذِهِ الْمُوَاصَلَاتِ. وَلَوْ لَاحَظْنَا لَرَأَيْنَا أَنَّ الْعَالِمَ يَتَطَوَّرَ وَيَتَغَيَّرُ بِسَبَبِ هَذَا الْتَّرَابُطُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْطَّرْفَ الْآَخِرِ،،،،، [mark=#CCCCCC]فِيْ الْسَابِقِ كَانَ تَأَثُّرٍ إِيْجَابِيُّ وَلَكِنَّ الْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقّبْلْ! [/mark]
لِنَعُودَ لِنُقْطَةِ الْبِدَايَةْ عِنْدَمَا قُلْنَا إِنَّ الْزِّرَاعَةَ هِيَ الَّتِيْ بَدَأَتْ تَطَوُّرٍ الْنَّاسِ،، نَقُوُلُ أَيْضا مَعَ مُرْوَرِ الْزَّمَنِ ،، وَمَعَ كَثْرَةِ الْتَّرَابُطَ بَيْنَ الْحَضَارَاتِ تَمَّ تَطَوّيرَ أَسَالِيْبِ الْزِّرَاعَةِ ،، وَتَطَوَّرَتْ أَسَالِيْبِ الْعَيْشِ ،، قَامَ الْنَّاسُ بِتَرْبِيَةِ الْحَيَوَانَاتِ الْأَلِيفَةِ بِهَدَفِ تَّطْوِيْرِ الْزِّرَاعَةِ وَأَيْضا لِلْاسْتِفَادَةِ مِنْهَا.
الْمَرَاكِزِ الْحَضَارِيَّةِ الْقَدِيْمَةِ
[mark=#FFFFCC]الْحَضَارَاتِ الْأُوْلَىْ [/mark]
بِحُلُوْلِ عَامَ 3500 بَدَأَتْ أَوَّلَ الْحَضَارَاتِ فِيْ جَنُوْبِ غَرْبِيّ آَسِيَا وَمَنَاطِقَ فِيْ أَفْرِيْقْيَا وُجَنُوْبٍ شَرْقُ آَسِيَا. أَوْلَىٍ الْحَضَارَاتِ قَامَتْ بِجِوَارِ الْأَنْهَارُ وَ الْأَوْدِيَةِ حَيْثُ تُوَفِرُّ الْمَاءِ وَالْأَرَاضِيَ الْخَصْبَةَ، كَمَا قُلْنَا أَوْلَىٍ الْحَضَارَاتِ وَبِدَايَةً قِيَامِهَا كَانَتْ زِرَاعِيَّةٌ. مِنْ أَمْثِلَةِ هَذِهِ الْأَوْدِيَةِ
( وَادِيْ الْرَّافِدَيْنِ فِيْ الْعِرَاقِ أقدم حضارة على وجه الأرض: وَقَامَتْ فِيْهَا حَضَارَاتِ مِثْلَ آَشُوْرَ، بَابِلَ، سُوْمَرٍ) ..
( وَادِيْ الْنِّيْلِ: كَمَا تَعْلَمُوْنَ الْحَضَارَةِ الْفِرْعَوْنِيَّةِ الْشَّهِيْرَةِ) ...
( بِلَادٌ الْشَّامِ: الْآَرَامِيُّونَ، الْكَنْعَانِيُّونَ، الْفِيِنِيْقِيُّونَ وَهُمْ كَنْعَانِيُّونَ الْسَّاحِلِ)...
( كُوْشَ: فِيْ الْسُّوْدَانِ) ... (
وَادِيْ الْسَّنَدِ: الْحَضَارَةِ تُسَمَّىَ الْهَارَابّا وَظَهَرَتْ فِيْ بَاكِسْتَانَ تَحْدِيْدا) ...
( وَادِيْ نَهْرِ هِوانْجَ هِوَ: الْصِّيْنِ) ...
( الْجَزِيْرَةَ الْعَرَبِيَّةِ)
.... ( أَكْسُومٍ: فِيْ الْحَبَشَةِ وَ شَرْقِيَّ افْرِيْقْيَا)
أَمَّا بَاقِيْ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ فِيْ آَسِيَا وَّإِفْرِيْقِيَا وَأُوْرُوْبَّا فَقَدْ كَانَتْ تَعِيْشُ حَيَاتِهَا الْقَدِيْمَةِ
لِلْحَدِيْثِ بَقِيَّةُ غَلَّـــبَنِيَّ الْنُّعَاسَ تُصْبِحُوْنَ عَلَىَ خَيْرٍ
