ابن البحرين
๑ . . حبوب البرزة . . ๑
- التسجيل
- 15 يناير 2011
- رقم العضوية
- 13178
- المشاركات
- 136
- مستوى التفاعل
- 20
- الجنس
- الإقامة
- مملكة البحرين
[align=center]عاثت فيه ظروف الحياة فأضعفته ودقت قواه، ألفيته يوما مصفرَّ الوجه شاحب اللون مكفهر النفس،
فقلت: خيراً أبا نافع، ماذا دهاك، أم من تعبث بخطاك ؟
فأجاب ونفسه تقعقع، والهم عليه تقوقع، ودموعه في عينيه تتجمع: خيراً أبا فارس، الابتلاء سنة الله في خلقه، والصبر على أقدار الله أعظم حافظ وأكبر حارس،
فقلت: ادنُ وابقر الوعاء،
فقال: المشتكى إلى الله وحده عزة، وإلى خلقه ذلة.
فقلت: إخوانك أعوانك
فقال: إن كان للعون مجال فاحفظ أولاً ما يقال، ولا تفشه إلى أحد فيَنال.
فقلت: صدري بئر ورأسي غطاء، ولا أورد فيه شيئا من الدِّلاء.
فقال : اجتاحتني فتن عواصف، وكلّبتني ظروف خواسف، ولم أجد الجليس المظاهر، ولا الأنيس المصابر، فتخطَّفتني صنوف الإياس، ولببتني العزلة عن الناس، فأحببت الوحدة وفضلت الخلوة على الخلطة، ولم أنأ عن المصاعب بعدها، بل توالت العقبات حتى ظننت أنها مثُلات، وكل ذلك والوحدة لي شعار، والحزن والكآبة لي دثار،
فعندها تذكرت وقفة الخنساء، وعطف الرميصاء، وتمنيت دفء الغطاء ولين الوطاء،
فأسرجت الخيول ودقيت الطبول، وصرت في البساتين والمجامع أصول وأجول، فلم أرجع إلا بخفي حنين، وازداد همي حتى صار مثل الرَّين،
وها أنا ذا بدأت قواي تتيبس، ونفسي تنحدر وتتنكس،
فقلت : هوِّن عليك أبا نافع، البلاد مليئة بالنسا، والصبح وإن بعد يذهب المسا، وأسأل المولى القدير أن يجلي عنك الأسى،
فقال: وأسأل الله ذلك، ولكني أخشى من أفول شمس الشباب، وإقبال ظلمة الخضاب،
فقلت: توكل على ربك القيوم، وتيقن أن ما كتب لك لن يتحوّل، ولن يبقى العسر مع اليسرين بل يتبدَّل،
فدب السكون إلى قلبه، وتهللت أسارير وجهه، ورفع يديه إلى السماء:
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
قال أبو فارس: فافترقنا مدة طويلة، ثم لقيته قدَراً وحوله عدة كواكب منيرة، فقلت: ما هذه البدور الزاهرة؟ فقال: بل وحوش كاسرة، ومعضلات باترة، ومصائب متكاثرة،
فقلت: هؤلاء أبناؤك الكرام؟ فقال: ابتلينا بالسهر بعد طيب المنام، وبالتعب والنَصَب بعد حُلْو المقام، ولا سبيل إلى الراحة إلا بعد معانقة الحِمام،
فقلت: ( إنه كان ظلوما جهولا )
ثم توليت عنه مسرِعا، ولم أره بعد إلا مُصرَعا، فكبرت عليه أربعا، ودعوت الله أن يسكنه فسيح جناته، ويخلف له في عقبه خيرا .
أرجو من الأعضاء الكرام أن يجودوا بالتعليق على المكتوب، علهم أن يصلحوا خطأ زل به القلم، والمخصوص بالطلب شيخي الأديب الدكتور الأريب فارس ، وأعتذر عن إتعابه، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناته .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم [/align]
فقلت: خيراً أبا نافع، ماذا دهاك، أم من تعبث بخطاك ؟
فأجاب ونفسه تقعقع، والهم عليه تقوقع، ودموعه في عينيه تتجمع: خيراً أبا فارس، الابتلاء سنة الله في خلقه، والصبر على أقدار الله أعظم حافظ وأكبر حارس،
فقلت: ادنُ وابقر الوعاء،
فقال: المشتكى إلى الله وحده عزة، وإلى خلقه ذلة.
فقلت: إخوانك أعوانك
فقال: إن كان للعون مجال فاحفظ أولاً ما يقال، ولا تفشه إلى أحد فيَنال.
فقلت: صدري بئر ورأسي غطاء، ولا أورد فيه شيئا من الدِّلاء.
فقال : اجتاحتني فتن عواصف، وكلّبتني ظروف خواسف، ولم أجد الجليس المظاهر، ولا الأنيس المصابر، فتخطَّفتني صنوف الإياس، ولببتني العزلة عن الناس، فأحببت الوحدة وفضلت الخلوة على الخلطة، ولم أنأ عن المصاعب بعدها، بل توالت العقبات حتى ظننت أنها مثُلات، وكل ذلك والوحدة لي شعار، والحزن والكآبة لي دثار،
فعندها تذكرت وقفة الخنساء، وعطف الرميصاء، وتمنيت دفء الغطاء ولين الوطاء،
فأسرجت الخيول ودقيت الطبول، وصرت في البساتين والمجامع أصول وأجول، فلم أرجع إلا بخفي حنين، وازداد همي حتى صار مثل الرَّين،
وها أنا ذا بدأت قواي تتيبس، ونفسي تنحدر وتتنكس،
فقلت : هوِّن عليك أبا نافع، البلاد مليئة بالنسا، والصبح وإن بعد يذهب المسا، وأسأل المولى القدير أن يجلي عنك الأسى،
فقال: وأسأل الله ذلك، ولكني أخشى من أفول شمس الشباب، وإقبال ظلمة الخضاب،
فقلت: توكل على ربك القيوم، وتيقن أن ما كتب لك لن يتحوّل، ولن يبقى العسر مع اليسرين بل يتبدَّل،
فدب السكون إلى قلبه، وتهللت أسارير وجهه، ورفع يديه إلى السماء:
رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء
قال أبو فارس: فافترقنا مدة طويلة، ثم لقيته قدَراً وحوله عدة كواكب منيرة، فقلت: ما هذه البدور الزاهرة؟ فقال: بل وحوش كاسرة، ومعضلات باترة، ومصائب متكاثرة،
فقلت: هؤلاء أبناؤك الكرام؟ فقال: ابتلينا بالسهر بعد طيب المنام، وبالتعب والنَصَب بعد حُلْو المقام، ولا سبيل إلى الراحة إلا بعد معانقة الحِمام،
فقلت: ( إنه كان ظلوما جهولا )
ثم توليت عنه مسرِعا، ولم أره بعد إلا مُصرَعا، فكبرت عليه أربعا، ودعوت الله أن يسكنه فسيح جناته، ويخلف له في عقبه خيرا .
أرجو من الأعضاء الكرام أن يجودوا بالتعليق على المكتوب، علهم أن يصلحوا خطأ زل به القلم، والمخصوص بالطلب شيخي الأديب الدكتور الأريب فارس ، وأعتذر عن إتعابه، وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناته .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم [/align]