راعي شما
๑ . . مراقب برزات قبيلة الشحوح. . ๑

أسمه ونسبه : علي بن سعيد بن علي بن حمدوه بن سعيد المشورب الجديدي الشحي من أهل سبطان ويلقبوا بـ" أهل الرميه" أو "الرمجه"
والده : سعيد بن علي... كان من شجعان بني جديد يتحدث أحد كبار السن من دبا فيقول كان سعيد بن علي الله يرحمه رجل ذو كلمة مسموعة وشجاعة بارزة ورجل حكيم يحسب له ألف حساب ويتذكر فيقول أنه في آخر أيامه حدثت حرب بين الشحوح في دبا والقواسم في دبا الحصن وجاء إلى منزله بعض من رجال الشحوح في دبا يطلبوا عونه وكان أحد أبناءه في ذلك اليوم مريض ولكونه تربطه علاقات الصداقة مع بعض من جيرانه في دبا الحصن قال لهم الحرب دمار والعقل حكمه وهم جيراننا وأهلنا وهذه ساعة شيطان والحال عندي مثل ما تشوفوا ، فرد عليه أحد الحضور متهكماً قائلا": أفاء يا ولد المشورب وهذا المحزم معلقـنه فبيتك زينة!، حيث كان معلق محزمه وبندقيته في جدار منزله وخرجوا عنه.. ولم يمكث إلا سويعات وخرج في أثرهم وشاركهم الحرب وقال فيه أحد رجال الشحوح مادحاً صولاته وجولاته:
أنـتـخـبـهـم ولـد الـمـشــورب ،، أنـتـقـى الـزين منهم وشـله
يا اللي عدا وش من العز حصل ،، غير خسران بطيبة رجاله.
(أنتخبهم: أي أعتزا به ) ، ( ولد المشورب: لقب عائلة سعيد بن علي)
وكانت تلك الحرب هي أخر أيام حياته حيث قتل فيها ودفن بالمكان الذي دارت فيه الحرب أو بالقرب منه ورثاه أحد وجهاء دبا الحصن الكرام لمعرفتهم به ودرايتهم بشجاعته ومعدنه قائلاً:
كـم شـجاعـاً مـلـي بـثوبـه ،، ما يــنـسـخـي بـه ع الـتـرايـب
يـوم أهـلـه ما ســخـوا بـه ،، خـلـوه في دار الـغــرايــب
(ملوي بثوبه: أي ملفوفُ به بعد موته كنايه عن الكفن،، ماينسخي به: لا يهان قدره )
• مواقف المغفور له بأذن الله علي بن سعيد بن علي المشورب الجديدي الشحي:
1. يقول أحد كبار السن أنه في إحدى أزمات الشحوح الداخلية ،اجتمع وجهاء الشحوح بالرمس لمحاولة الصلح ومحاولة حل الخلاف وكان من بينهم المغفور له بأذن الله علي بن سعيد بن علي وإذا برسول يأتي من قبل الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمة الله عليهم جميعاً مخاطباً الجمع ( يسلم عليكم الشيخ صقر ويقول ما يريد تجمعات هنيه وتجنبوا المشاكل وكل واحد يرجع داره وبيته أحسن له فقام له علي بن سعيد المشورب من بين الحضور مخاطباً : سلم على الشيخ صقر وقوله له التقدير والاحترام والشحوح ما جلسوا بدار غريبة ولهم دار وحرام من قارة الدم وغرفة ابراهيم وهو أعلم بحرامهم وديارهم، ونحن ما جينا عادين ولكن جينا للصلح والخير بتقرب فحياك الله بترجع بلغ الرد وقوله على للسان فلان..وعاد الطارش ولكنه لم يرجع أبداً وأنهى الشحوح جمعتهم ومجلسهم.
2. يقول المغفور له بأذن الله محمد بن حريب الشحي أن سيبة البيعة (حصن دبا البيعة حالياً) كان شبه منهار وقام الوالي العماني أنى ذاك بمحاولة إزالته تماماً وفي زيارة رسميه للوجهاء إلى مسقط تقدم علي بن سعيد المشورب الشحي مخاطباً سلطان عمان بأن الشحوح من دبا إلى خصب وبخا لهم تاريخ ونحن رجاله إلى اليوم وأنتم تقولوا أنكم مع المحافظة على التاريخ والتراث وما قام به واليكم في دبا وسيبة دبا البيعة يخالف التوجيهات التي تأمرونا بها فإن كان تصرف فردي فنحن الشحوح كافة نرفض هدم تاريخنا وقلاعنا وحصوننا وإن كان بأمركم فنرجو أن تعيدوا النظر في هذا الأمر وذلك ما كان فأمر سلطان عمان قابوس بن سعيد أن يتم بناء حصن دبا بحسب المخطط القديم الذي جيء به من البرتغال وهذا بفضل الله ثم حديث علي بن سعيد وتأييد رجال الشحوح الذين كانوا معه لرأيه، والرجال ما تنسى المواقف يقول محمد بن حريب، رحم الله محمد بن حريب وعلي بن سعيد وجميع موتى المسلمين.
3. في يوم الدفن قال احد الحضور أثناء حفر القبر الله يحرمه كان مريض ومرقد بمستشفى سيف بن غباش من سنين لو دفنوه هناك كان أفضل فأجاب أحد كبار السن بشكل سريع وفطري ، علي بن سعيد اجتهد وسعى عسب مقبرة الحاجر وتسويرها ومواقفه بدبا مشهودة ومعروفه نحرمه نحن من أن يندفن بترابها.
• حرفته: مع أنه كان رحمة الله عليه من وجهاء قبيلة الشحوح عامه وبني جديد خاصه ومقدماً فيهم إلا أنه كان يمارس بعض من الحرف كحال سكان رؤوس الجبال فقد كان يجيد تعديل البنادق والنقش عليها كما يجيد صناعة الجروز والسكاكين (البيشك) وعمل العلق لبيت القفل وباب القفل لسكن المنزل الجبلي وكنت أسأله ليش اتعب نفسك في هذه الشغلات فكان دائماً يجيب : تعلم كل صنعه وتركها جد الزمن يحوجك لها. لم أدرك قصده إلا عندما كبرت
المواقف كثيرة ولم أحبب الإطالة ولكن الرجال مواقف هذا رجل من رجال الشحوح ومثله كثر من كبار السن ورجال الشحوح سكان أقليم رؤوس الجبال من الذين عرفوا ماضي أجدادهم فصانوه وذادوا عنه ومضوا على نهجهم وتعاونوا وتكاتفوا كرجل واحد إلى أن توافاهم الله فغابت أجسادهم ولم تغب مواقفهم .. رحم الله فقيدنا وسائر موتى المسلمين.
لم أسجل المشاركة للتباهي بعمي رحمة الله عليه ولا للتفاخر به ولا بمواقف رجال الشحوح الشرفاء وحقُ لي ولغيري أن نتفاخر بأمثال هؤلاء ولكن تسجيلي لهذه المشاركة كان من باب حفظ الحقوق لمن عرفتهم عن قرب وفي ذاك حكمه علها تجد ضالتها فيمن يمشي على خطاهم من أبناء الشحوح، نعم لم يتعلموا في أحسن المدارس والجامعات ولكنهم أدركوا أن التاريخ تكتبه الرجال بموافقها وان الشرفاء حقاً هم من يصونوا مجد أمتهم والذود عن أوطانهم.اللهم تغمد موتانا وموتى المسلمين في واسع رحمتك وأصلح لنا شاننا كله فيما تحبه وترضاه .
[align=center]بـقـلـم: الأزد[/align]