• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

الشيخ رحمه بن مطر القاسمي

القطرس المري

๑ . . عضو بقراطيسة . . ๑
التسجيل
14 سبتمبر 2009
رقم العضوية
10971
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
الجنس
الإقامة
الشارقة عاصمة الثقافة
رد: الشيخ رحمه بن مطر القاسمي

أما المؤرخ عبدالله صالح المطوع في مخطوطته ( الجواهر واللآلي في تاريخ عمان الشمالي ) ، فيذكر رأيين مهمين يلقيان الكثير من الضوء على الموضوع ويؤديان بالتالي إلى تفسير منطقي للإحداث والأسماء .

فالرأي الأول عند المطوع أنهم من عرب الظفير وكانوا دولة كبيرة على إطراف مدينة الموصل في شمال العراق ، فاقتتلوا فيما بينهم وتفرقوا فنزح قسم منهم إلى منطقة الأهواز في إيران ، ومن هناك هاجروا إلى جلفار راس الخيمة وهناك اتحدوا مع قوم اسمهم ( بنو زراف ) وكانت جلفار تحت حكم ملك العجم ، فلما استقروا هناك تعارفوا مع الحاكم العجمي لجلفار ، فوجد الحاكم في شخصية زعيم القواسم ما يؤهله لزعامة القبائل العربية المنتشرة هناك ، ولقد ساعد الحاكم العجمي على عقد حلف ومعاهدة بين الزعيم القاسمي وبين القبائل المنتشرة حوالي جلفار . وكان من أهم شروط الحلف ان لا يتخذ الزعيم القاسمي قرارا أو رأيا وينفذه دون الرجوع إلى رأي وموافقة بقية العشائر ، على ان تكون الرئاسة بعده لمن يخلفه من أولاده شرط ان يلتزم الولد أو الخليفة بالرجوع إلى موافقة الجماعة والقبائل في اتخاذ القرار .

وقد حدث ذات مرة أن حاول الأعداء الهجوم عليهم فذهب الزعيم القاسمي بنفسه واستطلع قوة العدو ، فلما طلب استنفار القبائل المتحالفة معه لم يصدقه احد ورفضوا الخروج معه للقتال ، فاضطر ان يجهز قوة من القواسم فقط وكمن للعدو ليلا وعندما تمكن منهم خرج إليهم وأبادهم عن بكرة أبيهم ، فقويت شوكته وارتفعت مكانته بين قومه وحلفائه . ثم ان ملك العجم فوض أمر المنطقة إلى الزعيم القاسمي وعقد معه معاهدة . ألا ان الزعيم القاسمي تمكن في الأخير من التخلص من المعادة واستقل بالإمارة ولم يبق للعجم إلا قلعة واحدة .

أما رواية المطوع الثانية فهي أن ملك الفرس أراد أن يرسل مستشارا عربيا إلى الحاكم الفارسي لجلفار . فرأى في أمير القواسم من العرب الموجودين في بلدة ( خيل بدو ) و ( لنجه ) خير مستشار ، وقد وافق الزعيم القاسمي وسافر إلى بلدة جلفار حيث يوجد الحاكم الفارسي . وهناك في جلفار استطاع الزعيم ان يجمع فلول القواسم وان يوحدهم ثم تزعم بقية العشائر في المنطقة وأخذ يباعد بين العرب والعجم ، فلما فطن الفرس إلى نشاطه كان قد أصبح ذا باس وقوة شديدين ، فتنازل له الفرس عن حكم المنطقة بشرط اعترافه بحق بحق إيران في حماية المنطقة ومعاونة إيران عند الحاجة ، ويقول المطوع : " انه لم يستطع معرفة اسم الموفد أو الزعيم ولعله الشيخ ( فاهم ) الذي بنى قلعة ( الفشت ) بين الحيرة والشارقة وبه ضرب المثل : " لا تقرب الشارقة ما دام فاهم حي " .

ومن خلال الإطلاع على الآراء السابقة يبدو أن القواسم وجدوا في المنطقة منذ عهد عبدالملك بن مروان وحجاج العراق .. ولعلهم أحفاد القاسم بن شعوة أو غيره من الجيوش التي سارت من العراق إلى عمان في العهدين الأموي و العباسي وتشتت شملها هناك في عمان . ولربما يكون من تبقى منهم في العراق قد هاجر بعد أن اجتاح المغول الدولة العباسية بغداد عام 1200 الميلادي ، فهربوا إلى سواحل إيران الغربية المتاخمة للخليج وتجولوا بين بلدة ( نخيل بدو ) وغيرها ثم اتخذوا من بلدة ( لنجة ) عاصمة لهم فقويت شوكتهم هناك ورسخوا أنفسهم وباشروا علاقاتهم مع بقية القواسم المنتشرين في أرجاء عمان وبقية الإمارات وخاصة بلدة ( جلفار ) .

إذن متى ظهر الزعيم كايد بن عدوان أو( كايد بن حمود ) .. ؟ الأغلب الأعم عندي أنه هو الزعيم المقصود في رواية المطوع ، وأنه ظهر على زمن الشاه عباس بن الشاه إسماعيل الصفوي ، فلما أراد الشاه عباس مقاتلة البرتغاليين استعان بالعناصر العربية على الساحل الفارسي فوجد الزعيم القاسمي كايد بن عدوان القاسمي خير مستشار للحاكم الفارسي في جلفار وهو ( القائد ناصر الدين العجمي ) ، فانتقل كايد من بر فارس إلى جلفار أو الصير وهناك نصب خيمة على رأس جبل يطل على الخليج فصار اسم المنطقة المحيطة بجلفار ( رأس الخيمة ) كما كانوا يسمونها بالصير أيضاً ، وبعدها قام كايد ببناء قلعة ليقيم فيها عرفت باسم ( برج كايد ) من هنا باشر بجمع شمل العشائر القاسمية الموزعة هنا وهناك في إرجاء عمان والساحل . وهناك في ( رأس الخيمة الجديدة ) ترعرع أولاده وأحفاده وبنوا دولتهم التي امتدت شرقا وغربا ، وكان لكايد رجال وقادة مشهورين مثل القائد ( فاهم ) الذي مد النفوذ القاسمي إلى الشارقة وبه ضرب المثل ( لا تقرب الشارقة ما دام فاهم حي ) . وهكذا فيكون ظهور كايد في أحد الأعوام الممتدة من 1550 الميلادي إلى 1600 الميلادي .

وقبل ان نواصل الحديث نتوقف مع عام 1550 الميلادي لاستعراض بعض الإحداث التاريخية وما يدور حولها من تخمينات . ففي تصوري أن عام 1550 الميلادي وهو الذي يوافق العام 957 الهجري وما بعده لا بد وأن يكون قد شهد مولد قائدين مهمين في المنطقة .


كايد بن عدوان والمعروف في بعض الأقوال بكايد بن حمود أيضاً . وهو زعيم القواسم والجد الأكبر لحكام إمارتي رأس الخيمة والشارقة الآن . ولعله هو المؤسس للحلف القاسمي الشهير الذي حكم الإمارتين المذكورتين وضم إليه إمارة الفجيرة وساحل الشيملية وتحالف معه بني النعيم حكام إمارة عجمان ، وآل علي المعروفين بالمعلا وهم حكام إمارة أم القيوين وامتدت الدولة القاسمية لتشمل أجزاء كثيرة من الساحل الإيراني فكانت عاصمتهم هناك لنجة . وكايد بن عدوان هذا ورد في شجرة الأنساب باسم كايد وقد وضعوا فوقه اسم قاسم حيث ان واضعي شجرة انساب القواسم لم يحددوا العلاقة بين كايد وبين قاسم . كما أن بعض الأساطير المحلية تقول ان كايد لقب تلقب به أول زعيم للقواسم وكان رحمة بن مطر وان لقب كايد يعني الشديد والصلب .
 
عودة
أعلى