حياة بلا عطاء

[الساحق الخاطف]

اعادة : حياة بلا عطاء

أشكرك اخوي ..

والله ان كلامك يرفع المعنويات ..

وجودك هو الباهر اخوي .. لا تحرمنا هالتواجد الرائع ..

وتسلم الطيب ..​

 

[الساحق الخاطف]

رد : حياة بلا عطاء

الفصل الثاني ..


قطرة تتلوها قطرة ..
وابتل على اثرها وجه تلك الطفلة الغارقة في النوم ..
فاطمة تستيقظ على اثر تلك القطرات الباردة ..
تتجه نحو فراش هاجر .. وتناديها بصوت يملؤه النعاس ..
فاطمة : هاجر .. هاجر .. استيقظي .. هيا استيقظي ..
هاجر ( وهي لاتزال شبه نائمة ) : ليس الآن يا فاطمة .. اطلبي من مريم ان تضئ لك المصابيح ..
فاطمة : اووه .. هاجر استيقظي بسرعة .. هيا ..( وتمكسها من ذراعها .. وتشدها بقوة نحوها )
هاجر ( بعد ان تبدد النوم المرجو ) : اووف .. ما الذي تردينه ؟؟
فاطمة : لقد تبلل سيري .. احضري دلواً آخر ..
هاجر : حسناً .. نامي انتي الآن على فراشي .. بينما اذهب انا للبحث عن دلو مناسب ..
فاطمة تهز رأسها بالإيجاب .. وتستلقي على فراش هاجر .. وسرعان ما تغط في النوم ..

هاجر ملت وضع الدلاء على ارض الغرفة في تلك الليلة الممطرة ..
ولكنها مضطرة لفعل ذلك .. وإلا لامتلأت الغرفة بالماء ..
وبعد ان احضرت الدلو المرجو ..
وفي طريق عودتها الى غرفتها ..سمعت صوت والدها الحزين .. وهو يشكي الى نبعي حنانه ..

سالم ( ووجه بين يديه ) : لقد تعبت والاقساط قصمت ظهري .. قولا لي ما الذي علي فعله ؟؟
الجدة ( وهي تمسح رأس ولدها ) : كف عن النحيب يا ولدي .. انت بهذا تشبه النساء ..
الجد ( يسند رأسه على الحائط الذي خلفه ) : اه يا ولدي .. لقد قلت لك وقتها .. اقترض من اخيك .. ولكنك رفضت .. ابيت إلا ان تعيل نفسك بعيدا عن ايدي الناس ..
سالم ( يرفع رأسه ويكلم والده بحزن وتأنيب ) : لا يا أبي .. ارجوك لا تقول لي ذلك الآن .. عشت طول عمري وانا لا امد يدي لما في يدي الآخرين .. او تريدني الآن ان اتدين .. لا ابداً .. اقتل اطفالي جوعاً .. ولا املأ بطونهم بأموال الحرام ..
الجدة ( تنظر إلى الجد ) : كف عن هذا .. لا تزد عليه الهم .. انت تعرف طبعه جيداً فلا تضغط عليه ..
الجد ( متجاهلاً تلك النظرة المتفحصة ) : اها .. فهذا الولد نسخة عنك .. انت لا تقبلين بشيء .. وصعبة المراس كما عهدتك دوماً ..
ويبدأ الجدال حول صفات كل منهما .. فمرة تعيبه .. ومرة يعيبها ..

هاجر .. تقف مشدوهة .. فهي لم تفكر يوماً بأن يكون والدها في ضائقة مالية تجعل الجد يفكر في الدين ..
تحمل نفسها على عجل .. وتغلق الغرفة على نفسها ..


ما هو الشعور الذي يتملك هاجر في هذه اللحظة ..؟؟

وما الذي سيفعله سالم ازاء الضائقة المالية التي يمر بها ..؟؟

الاجابة في الجزء القادم ..​

 

[الساحق الخاطف]

رد : حياة بلا عطاء

البقية ..

في جانب آخر من تلك البقعة .. بعيداً عن آلام هاجر وعائلتها ..

وقف سليمان يحاول فهم التغير المفاجئ الذي طرأ على عمه ..

سليمان أمام النافذة يحدق في الافق بلا هدف ..

سليمان ( وهو متحير ) : ما الذي يجعل عمي يبعدني عنه بهذه الطريقة ؟
ناصر ( وهو منشغل في الضغط على لوحة المفاتيح ) : لا تشغل بالك .. كل الذيين يتزوجون يتغيرون ؟
سليمان ( يلتفت إليه ) : ناصر .. أنت كنت أكثر واحد يعرف مدى نوع العلاقة التي كانت تربطني بعمي .. فكيف له ان ينسى وجودي بهذه السهولة ؟؟
ناصر ( يطفئ الجهاز .. ويخلع نظارته وينظر إلى أخيه المتحير ) : ألم تفهم بعد .. ان وجودك كان وجوداً مؤقتاً للفراغ الذي كان يحس به.. وبعد أن امتلأ ذلك الفراغ استغنى عنك.. انت مثلاً تعتبر منصور شخصاً عزيزاً .. ولكن ما ان تجد ضالتك .. لن تعطي له بالاً .. انها الحياة ..
سليمان ( يتذمر باسلوب واضح ) : اي فلسفة هذه .. انت لا تفهم ولا تعي ما ارمي إليه ..

وينتهي الحوار عند هذه النقطة ..

في الصباح ..

وعلى سفرة الطعام ..

عبد الرحمن : ليلى ألم يستيقظ أخوك بعد ..
ليلى : كلا يا أبي ..
سمية : أكملي طعامك يا حبيبتي .. أنا أذهب لأوقظه ..

وعند باب غرفة سليمان وناصر ..
وقفت سمية طويلاً تطرق الباب ..
وأخيراً ..
ناصر ( يفتح الباب ويلقي نظرة وعيناه لازلتا تود النوم ) : ما الأمر .. لم كل هذه الضجة ..
سمية : هيا يا حبيبي .. استقيظ بسرعة .. والدك يسأل عنك .. وهو يريدك ..
ناصر ( عيناه فتحتا على وسعهما ) : أوووووووووه .. لقد نسيت .. حسناً أنا قادم في الحال ..

وما هي إلا لحظات ..
ناصر يقترب من والده ويقبل رأسه ..
ليلى : أكان من الأجدر أن تتعب أمي لإحضارك ..
ناصر ( يبتسم وفي حديث باطني ) : ليس الآن أيتها الأفعى السامة ..
عبد الرحمن : أو نحتاج كل هذا الوقت لتستيقظ ..
ناصر ( يخفض رأسه ) : أنا آسف يا أبي .. قد غلبني النعاس ..
عبد الرحمن ( بحزم الأب الشديد ) : هيا كفانا لغواً .. قد تأخرنا بما فيه الكفاية ..
وينهضا على عجل .. بينما يسرع كل من ناصر وليلى لتقبيل رأس والدتها ..
سمية : حفظكم الله ورعاكم .. وأرجعكم لي سالمين بإذنه ..

في شركة المقاولات بعيداً عن هذا الجو الأسري ..
سليمان : أها .. لابأس .. حسناً .. إذا وصلت الملفات سأبلغك .. حسناً .. مع السلامة ..

ويغلق السماعة ..

يدخل منصور المكتب وبيده ملفات من كل صنف ..

منصور :لقد وصلت المخططات الجديدة ..
سليمان ( وهو يرتب الورق الذي على الطاولة وينظر ) : منصور ..
منصور ( يبحث بين أصناف الأوراق ) : ماذا .. ما الأمر ؟
سليمان : أريدك في موضوع بعد أن ينتهي الدوام ..
منصور : ما الأمر .. هل من شي ء ؟
سليمان ( يبتسم ) : لاشيء .. ليس بالأمر الخطير ..
منصور ( يتنفس الصعداء ) : حسناً.. نلتقي بعد الدوام ..

ويحمل الأوراق التي كانت يبحث عنها .. ويخرج في زحام الشركة ..

وفي مطعم بسيط .. جلس منصور وسليمان ..

منصور : هاقد شربنا وارتحنا .. هيا قل لي ما الذي يشغل بالك ..
سليمان : انه ناصر ..
منصور ( يعتدل في جلسته ) : ما به ..؟؟
سليمان ( يتنهد ويكمل ) : ان والدي يضغط عليه .. فناصر لا يود العمل في الشركة مع والدي .. ابي ساندني لأني كنت أحب العمل في شركة المقاولات .. وجودي في الشركة يساند شركة والدي .. أما ناصر فوضعه مختلف .. ناصر يحب العمل على الحواسيب .. أتعلم انه سهر بالأمس يفكك الحاسوب قطعة قطعة .. وأعاد تركيبها من جديد .. إنه بارع في ذلك وهو يحب هذا العمل .. ولكن والدي صعب المراس .. ولن يقتنع أبداً بذلك ..
منصور : عليك أن تفعل شيئاً ..ما الجدوى من الكلام والتحسر .. لم لا تفاتح الموضوع مع عمك .. فهو قادر على أن يقنع والدك ..
سليمان : هنا تكمن المشكلة .. لا أجد وسيلة للوصول إليه .. فهو لا يجيب على اتصالاتي .. ولا أجده في أي من الأماكن التي اعتاد الذهاب إليها ..
منصور : اذهب إليه في البيت .. ما الجدوى من البحث في اماكن كهذه ..
سليمان ( يحمر خجلاً ) : أخجل من الذهاب إليه في البيت ..
منصور ( وعلامات التعجب تلف به ) : وفيما خجلك ؟؟
سليمان ( يخفض رأيه وينظر إلى كوب الشاي ) : انها زوجة عمي .. لا أعرف لم .. ولكني لا احب الذهاب والتواجد هناك ..
منصور : أهي سيئة الأخلاق ؟؟
سليمان : كلا كلا .. ليس من ذلك .. ولكنها امرأة كبيرة .. وكما تعلم فهي تكبر عمي باربع اعوام .. وهي تجد لنفسها الحق في التدخل .. لا اعرف .. ولكني لا ارتاح لوجودها ..
منصور : أعجب لأمرك .. ربما تكون المرأة ذات عقل ..
سليمان ( ينظر إلى منصور) : اي عقل .. وهي مطلقة للمرة الثانية .. أني بمجرد تذكر ذلك يشعرني بالكره لهذه المرأة .. ما الذي يجعل الرجال يرفضونها ..؟؟
منصور : لا تحكم على امرأة انت لا تعرفها ..
سليمان : بت أعرف انها لا تطيق والدي وتسلطه على الجميع .. ففي ذلك اليوم قد أظهرت مخالبها للجميع ..
منصور ( في تعجب غير طبيعي ) : سليمان .. أرجوك .. ألم تعترف لتوك أن والدك متسلط .. ألم تقل لتوك أنه يفرض على أخيك ما لا يريد ؟؟ كيف لك أن تريدها أن تعيش تحت سيطرة رجل مثل والدك وهي متزوجة بعمك ؟؟
سليمان : جميعنا يعي ذلك ..ولكننا لا نجرأ على قول ما في دخلنا .. لأننا نقدر أبي ونحترمه .. ونعرف مدى حرصه علينا ... أما هي فهي مجرد غريبة .. أبعدت عنا عمنا .. وبدل أن تقبل وجودها في ظل عيش وافر .. فضلت العيش بعيداً وجعلت عمي يعمل بعيدا ًمن خير والدي ..
منصور : ما استغربه في هذه الحادثة .. هو أن والدك لم يسخط على عمك .. بل العكس .. عمك من سخط عليه .. لا أكاد أعي هذه النقطة ..؟؟
سليمان : أنا أيضاً لا أعي ذلك ..

صمت يحل بينهما ..

ما الحل يا ترى ..؟؟

وما هو نوع المشكلة التي حدثت بين عبد الرحمن وشقيقه ؟؟​

 

[معاني]

رد : حياة بلا عطاء

الحياة مبنيه على مجموعة من العلاقات القائمة بين بني البشر ...

و قد تبدو مملة بنظر كل كائن يعيش على سطحها .

.اذا لم تكن فيها سلسلة من الامواج و الاحداث و المواقف ..و إن كانت مره ..

.. فهي بذلك تكسر الروتين اليومي .. هذه سر حلاوة الحياة ....

سطرت هذه العبارات في مخيلتي و انا اقرأ احداث قصة " حياة بلا عطاء" ..

اشكرك ع الاجزاء ..

و لكن هل حقا الحياة بلا عطاء ...؟؟؟

ننتظر بقية أحداث القصه ..و ما تحمله من اسرار ...​

 

[الساحق الخاطف]

رد : حياة بلا عطاء

أشكر وجودج أختي ..

وفعلاً .. أحياناً تكون الحياة في نظرنا مملة .. وهي على عكس ذلك ..

في نظري .. حياة كل منا قصة .. ولو كتبناها .. لما كفتها مكتبة بوسعها ..

وان شاء الله بعض الغموض سينكشف في الأجزاء القادمة ..​

 

[قايدة الغواني]

رد : حياة بلا عطاء

تسلم أخوي عالقصة


بانتظار التكملة

 

[قناص الآريام]

رد : حياة بلا عطاء

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الساحق الخاطف

جميل ما سطرت أخي الكريم

تعبير وفكرة وهدف

جميل اسلوبك

بارك الله فيك

عسى الله يحفظك

واتمنى من الله عزوجل أن تقل هذه الموقف في مجتمعنا

وينظر الشخص للمدى البعيد

فصلاح الوطن من صلاح المجتمع

وصلاح المجتمع من صلاح الأسر

دمت بحفظ الله

أخوك قناص الآريام ​

 

[Lonly Heart]

رد : حياة بلا عطاء

حقا لم أستطع الرد........ فمحوت وكتبت... ثم محوت وكتبت

لا أدري .......ربما هي كذلك (( الحياة))
نعم قد تكون بلا عطاء ولكن ........


من منظور ثاني قد يكون لها تأثير بالغ على مدى فهم الانسان للدنيا

تسلم أخوي الساحق الخاطف......... وما شاء الله ع القصة المؤثرة والحبكة الجميلة

وضياعي في الأسماء التي أفهمها بعد فترة ليست ببعيدة

 

[الساحق الخاطف]

رد : حياة بلا عطاء

أختي الشحــ والنعم ــي

تسلمين أختي على التواجد ..

والتكملة لازالت قيد الانشاء ..​

 

[الساحق الخاطف]

رد : حياة بلا عطاء

أخي قناص الآريام

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

منور الصفحة يا خوي ..

أسعدني تواجدك ..

والله يحفظك أخوي ..​