رد: ومضات فكر .. و خفقات فؤاد
ـ 31 ـ
شعرٌ لا يُشترى بثمن
من أعجب ما قرأت قصيدة لابن الوردي وهو يناصح ابنه ، وقد كان ولوعاً بالقريض مأخوذاً بالأدب
ففي لاميتهِ هذه لطفُ معنى ، وحلاوةُ لفظ ، ونزوعٌ إلى قولِ الحكمِ وضربِ الأمثال
[poem=font="traditional arabic,7,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
اعتزل ذكر الأغاني والغـزل = وقلِ الفصل وجانب من هـزل
ودع الذّكـرى لأيـام الصـبـا = فلأيـام الصبـا نجـمٌ أفــل
واهجر الخمرة إن كنت فتـى = كيف يسعى في جنون من عقل
واتـق الله فتقـوى الله مـا = جاورت قلب امرئ إلا وصل
ليس من يقطع طُرقا بطـلاً = إنما مـن يتـقِ الله البطـل
كُتب الموت على الخلق فكم = فلّ من جيشٍ وأفنى من دُول
أين نمرود وكنعـان ومـن = ملك الأرض وولّى وعـزل
أين أرباب الحِجى أهل النُّهى = أين أهل العلم والقـوم الأُول
سيعيـد الله كـُـلاًّ منـهـم = وسيجزي فاعلاً ما قد فعـل
أيْ بُني اسمع وصايا جُمعـت = حِكما خُصّت بها خير المِلـل
اطلب العلم ولا تكسـل فمـا = أبعدَ الخير على أهـل الكسـل
واحتفل للفقه فـي الديـن ولا = تشتغل عنـه بمـالٍ وخَـوَل
واهجر النوم وحصّلـه فمـن = يعرف المطلوب يحقر ما بذل
لا تقـل قـد ذهبـت أربابـه = كلُّ من سار على الدرب وصل
في ازدياد العلم إرغام العـدى = وجمال العلم إصـلاح العمـل
أنـا لا أختـار تقبـيـل يــدٍ = قطعها أفضل مـن تلـك القُبَـل
مُلك كسرى عنه تُغنـي كِسـرةٌ = وعن البحـر اجتـزاء بالوشـل
اطرح الدنيـا فمـن عادتهـا = تُخفض العالي وتُعلي من سفل
كم جهولٍ بـات فيها مكثـرا = وعليمٍ بات منها فـي علـل
كم شجاع لم ينل فيها المنـى = وجبان نـال غايـات الأمـل
فاترك الحيلة فيهـا واتكـل = إنما الحيلة في تـرك الحِيـل
لا تقل أصلي وفصلـي أبـداً = إنما أصل الفتى ما قد حصل
قيمة الانسـان مـا يحسنـه = أكثر الانسـان منـه أم أقـل
إنما الوَرد من الشـوك ومـا = ينبت النرجس إلا من بصـل
بيـن تبذيـر وبُخـل رتـبـة = وكـلا هذيـن إن زاد قـتـل
ليس يخلو المرء من ضدٍ ولـو = حاول العزلة في رأس جبـل
مِلْ عن النمام وازجـره فمـا = بلـغ المكـروه إلا مـن نقـل
وصـلاة الله ربّـي كلمـا = طلع الشمس نهـاراً وأفـل
للذي حاز العُلى من هاشـمٍ = أحمد المختار من سادَ الأول[/poem]