رهف
♣ القلمـ الخجول ♣
- التسجيل
- 27 نوفمبر 2004
- رقم العضوية
- 2513
- المشاركات
- 21,478
- مستوى التفاعل
- 1,455
- الجنس
- الإقامة
- ღ. راك .ღ.

.
•
•
.
تحت شعار الاكتفاء الذاتي
"وادي شعم" تنتج ما تحتاجه من مواد غذائية

رأس الخيمة عدنان عكاشة:
تعيش وادي شعم، الواقعة في أقصى شمال إمارة رأس الخيمة، حالة فريدة من نوعها، إذ يحافظ أبناء البلدة على تقاليد أصيلة متوارثة عبر الأجيال، تقوم على تطبيق مفهوم “الاكتفاء الذاتي”، في عدد من أصناف الغذاء الرئيسية، أهمها اللحوم الحمراء والدواجن والرطب وعسل النحل والبيض، عبر إنتاجها في مزارعهم وحظائرهم، الواقعة بموازاة مساكنهم في الشعبية وفي المنطقة الجبلية غير البعيدة .
لا يبدو على البلدة الصغيرة، التي يشكل المواطنون غالبية قاطنيها، عند زيارتها للوهلة الأولى، أنها تنطوي على أي مظاهر استثنائية، ما يجعل من تفردها بمعطيات باتت نادرة، اقتصادياً واجتماعياً، حقيقة غائبة عن فئات واسعة محلياً، بينما تزهو البلدة، التي لا يتجاوز عدد سكانها 500 شخص تقريباً بإنتاجها لاحتياجات أبنائها من بعض الأغذية الرئيسية، في مواجهة ظاهرة الأغذية الفاسدة، ويقودهم اكتفاؤهم الذاتي من منتجاتهم المنزلية إلى عدم الحاجة إلى الشراء من السوق المحلي، أو اللجوء إلى الأغذية المستوردة .
الاكتفاء الذاتي في وادي شعم، جعل سعيد عبدالله الظهوري، في العقد الرابع من العمر، يؤكد أنه “لم يتناول في حياته لحوماً حمراء مستوردة داخل منزله، فيما لم يضطر يوماً لشرائها من السوق، نظراً لتربيتها في المنطقة والاكتفاء منها، ما يغطي احتياجات أسرته المكونة من 7 أبناء وزوجته” .
كما يحافظ عدد من أبناء وادي شعم، كما يقول على تقاليد أصبحت أكثر ندرة من سابقاتها، تتمثل في “زراعة القمح البلدي المحلي، ذي السلالة الجبلية، المتوارثة أباً عن جد، خلال فصل الشتاء وإبان موسم هطول الأمطار، فيما يصنعون من القمح المزروع في حقولهم الخبز البلدي الشهير، والمعروف شعبياً ب”خبز التنور” أو “السفاع”، بطعمه المتميز وجودته العالية وفوائده الصحية الفائقة، بالمقارنة مع نظيره من أصناف الخبز في السوق المحلي” .
ويزرع القمح المحلي في حقول خاصة في المرتفعات الجبلية، تعرف بين مواطني المناطق الجبلية ب”الوعوب”، مفردها “وعب”، كما تشرح ذلك إحدى المواطنات، و”يتم أحياناً زراعتها بأصناف أخرى من الخضار والفاكهة بعد حصاد القمح” .
ويشير حسن محمد زويد، إلى “زراعة بعض أصناف الخضروات، وتشمل الطماطم والبصل والبقدونس وسواها، فضلاً عن بعض أصناف الفاكهة، بينها المانجا الجبلية، أو الهمبة، واللوز المحلي والشمام” .
وما يضاعف القيمة الغذائية والصحية لمنتجات وادي شعم، التي قاومت على مدى السنوات الماضية موجات الجفاف وندرة هطول الأمطار، أن مزروعاتها من القمح وبعض أصناف الفاكهة والخضروات تسقى من آبار محفورة في أرض المنطقة، وفقاً لما يوضحه محمد الظهوري، إلى جانب اعتماد جزء آخر منها على مياه الأمطار .
ويلفت حسن سعيد الظهوري، 18 عاماً، إلى أن عدداً من أبناء الوادي يحافظون على البذور الخاصة بالقمح المحلي والخضروات والفاكهة من الضياع والاندثار، والتي دأبوا على زراعتها في تربة مناطقهم الجبلية منذ عشرات السنين، في تقاليد متوارثة منذ مئات السنين .
الخليج
.
•
•
.
