• مرحبا ٬ في حال تعتذر تسجيل الدخول ، يرجى عمل استرجاع كلمه المرور هنا

أقرأ واستمتع وقيم ولاحظ الفرق ( بوخالد الحجاجي )

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين

الفرق بين حسن النية وحسن التصرف

نقلت كلام فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، الإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يدّعي الكمال لنفسه ، من ادّعى الكمال لنفسه فهو الناقص ، بل لابد أن يراجع غيره خصوصا في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به لكن التحدث عنه قد يكون غير طيب إما في الزمان أو في المكان أو في الحال .

ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفا من الفتنة فقال لعائشة رضي الله عنها : ” لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه . ” من أجل أن يتمكن الناس من دخول بيت الله عزّ وجلّ ، لكن ترك ذلك خوف الفتنة مع كونه مصلحة .

بل أعظم من ذلك أن الله نهى أن نسبّ آلهة المشركين مع أن آلهة المشركين جديرة بأن تًُسب وتعاب وينفر منها لكن لما كان سبها يؤدى إلى سب الرب العظيم المنزه عن كل عيب ونقص ، قال الله عزّوجلّ :(( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زيّنّا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )) [ الأنعام : 108 ] فالمهم أنه ينبغي أن نعلم أن الشيء قد يكون حسنا في ذاته وفي موضوعه لكن لا يكون حسنا ، ولا يكون من الحكمة ولا من العقل ولا من النصح ولا من الأمانة أن يذكر في وقت من الأوقات أو في مكان من الأماكن أو في حال من الأحوال وإن كان هو في نفسه حقا وصدقا وحقيقة واقعة ، ومن ثم كان ينبغي للإنسان أن يستشيرذوي العلم والرأي والنصح في الأمر قبل أن يقدم عليه حتى يكون لديه برهان ، لأن الله قال لأشرف خلقه عليه الصلاة والسلام وأسدّهم رأيا وأبلغهم نصحا : محمد صلى الله عليه وسلم قال : (( فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكّل على الله إنّ الله يحبّ المتوكلين )) [ آل عمران : 159 ] .

هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم أسدّ الناس رأيا وأرجحهم عقلا ، وأبلغهم نصحا .
الإنسان ربما تأخذه العاطفة فيندفع ويقول : هذا لله ، هذا أنا سأفعله ، سأصدع بالحق سأقول ، سوف لا تأخذني في الله لومة لائم وما أشبه ذلك من الكلام ثم تكون العاقبة وخيمة ، ثم إن الغالب أن الذي يحكّم العاطفة ويتبع العاطفة ولا ينظر للعواقب ولا لنتائج ولا يقارن بين الأمور : الغالب أنه يحصل على يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عزّوجلّ مع أن نيته طيبة وقصده حسن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسَن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسن النية لكنه سيء التصرف ، وقد يكون سيء النية والغالب أنّ سيء النية سيء التصرف ، لكن مع ذلك قد يحسن التصرف لينال غرضه السيء .

فالإنسان يُحمد على حسن نيته لكن قد لا يحمد على سوء فعله إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد فإنه يعذر بسوء تصرفه ويلتمس له العذر ولا ينبغي أيضا أن يتخذ من فعله هذا الرأي أنه لم يكن موافقا للحكمة بل لا يجوز أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف وأن يحمل مالا يتحمله لكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد ويقال : يا أخي ، هذا كلامك ـ أو فعلك ـ حسن طيب وصواب في نفسه لكنه غير صواب في محله أو زمانه أو في مكانه .

وصلى الله على سيدنا محمد.
 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
مقال أعجبني


رمضان شهر العمل


د. بدر عبد الحميد هميسه


بسم الله الرحمن الرحيم


العبادة والعمل في الإسلام صنوان لا يفترقان وقيمتان متلازمتان , فالعبادة عمل يسعى به المسلم إلى إرضاء ربه ومولاه ,وهي المقصد الأسمى والأعلى من خلق الإنسان , قال سبحانه : \" وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) سورة الذاريات .
والعمل عبادة لأنه يحقق معنى الاستخلاف في الأرض الذي هو الغاية أيضا من خلق الإنسان , قال عز من قائل : \"هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ (61) سورة هود.
لذا فقد ربط سبحانه بين الصلاة كعبادة والسعي في الأرض كعبادة أيضاً , قال تعالى : \" فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (10) سورة الجمعة .

وربط النبي صلى الله عليه وسلم بين الصوم والعمل , فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىُّ , قَالَ : حَدَّثَنِى أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ : قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ قَالَ ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِى وَأَنَا صَائِمٌ. أخرجه أحمد 5/201(22096) , و\"النَّسائي\" 4/201.

لذا فقد رفض صلى الله عليه وسلم جعل الصوم تكأة وحجة لترك العمل , والتعلل به وجعله سبيلا إلى العنت والمشقة , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى مَكَّةَ ، عَامَ الْفَتْحِ ، فِي رَمَضَانَ ، فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ ، فَصَامَ النَّاسُ ، فَبَلَغَهُ أَنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ ، فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنَ الْمَاءِ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ ، وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ، فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ ، وَصَامَ بَعْضٌ ، فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا ، فَقَالَ : أُولَئِكَ الْعُصَاةُ. أخرجه \"مسلم\" 3/141(2579) و\"النَّسائي\" 4/177 ، وفي \"الكبرى\" 2583.
قال الشاعر :

رمضان سر الله في أيامه* * * يهدي العصي وللنعيم يقوده
فالليل تال والكتاب مرتل * * * ومن الملائكة الكرام شهوده
والذكر والدعوات في آنائه * * * سيل يفيض فلا تبين حدوده
والرحمة العظمى تبارك أهلها* * * ولكل أهل حظه وسعوده



إن المسلمين هم الذين حوَّلوا هذا الشهر إلى شهر كسل وتراخٍ بما يسهرونه من الليل وينامونه من النهار، ولو أنهم صاموا حق الصيام، وتحرَّوا الوصول إلى مقاصد الصيام العظيمة لتحقق للأمة في هذا الشهر من الكفاية الإنتاجية ما يكفيها باقي السنة.

وتاريخ المسلمين الطويل شاهد على أن هذا الشهر هو شهر الإنتاج والعمل، وشهر الانتصارات الكبرى، حين تهب ريح الإيمان، ونسمات التقوى، وتتعالى صيحات الله أكبر فيتنزل النصر من الله تعالى، على قلة العَدد وقلة العُدد , ومن أشهر الانتصارات الكبرى للمسلمين في شهر رمضان :

- بدر الكبرى 2هـ
في العام الثاني من الهجرة، وفي شهر رمضان المبارك وقعت معركة هي من أهم المعارك الإسلامية، كيف لا وهي المعركة الأولى التي فصل الله فيها بين الحق والباطل، فكانت كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل السفلى؟! كيف لا وهي أولى معارك الدولة الإسلامية؟! ولو لا أن الله كتب النصر في هذه المعركة لدينه ونبيه وجنده لاندثر الإسلام ولم تقم له قائمة، كما كان يخاطب النبي صلى الله عليه و سلم ربه:\" اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض \" .

- فتح مكة 8هـ :
وفي رمضان في السنة الثامنة للهجرة، كان الفتح الأعظم، فتح مكة المكرمة،وتطهيرها من الرجس والأوثان والمشركين، وعلت كلمة الحق في حَرَم الله، وعاد إليها رسول الله صلى الله عليه و سلم، هو وصحبه بعد ثماني سنوات قضوها في المدينة مجاهدين ناشرين لدين الله.

- موقعة البويب 13هـ :
وفي شهر رمضان من العام الثالث عشر في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كانت موقعة \" البويب\" على ضفاف نهر الفرات في بلاد فارس، بوصية من أبي بكر الصديق رضي الله عنه خليفة رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان قائد المسلمين المثنى بن حارثة، و انتصر المسلمون على الفرس، وارتفع فيها لواء الإسلام.

- فتح الأندلس 29هـ :
وفي رمضان عام 92هـ ، فُتحت الأندلس على يد طارق بن زياد، بعد أن انتصر المسلمون على جيوش القوط بقيادة روزريق، و كان يوما من أيام الله المباركة، و سيطر فيها طارق على الجبل الذي سُمي باسمه.

- فتح عمورية 223هـ :
وفي الشهر الكريم من عام 223هـ كان فتح عمورية ، إحدى أقوى وأمتن الحصون الرومية آنذاك،كانت الجحافل الإسلامية في هذا الفتح تحت قيادة الخليفة العباسي المعتصم بالله، و سبب هذا الفتح العظيم أن الروم أغاروا على المسلمين، وأسروا منهم أعدادا كبيرة، ووصل إلى المعتصم خبر استنجاد امرأة مسلمة به، بقولها:
\" وامعتصماه\" ولم كد يسمع هذه الاستغاثة حتى جهز جيشا جرّارا، وأعده بعدة و عتاد لم يسمع له مثيل من قبل على مَرّ التاريخ، و سار على رأس الجيش إلى عَمّورية مُلبّيا النداء، وهزم الروم و فتح عمّورية.

- عين جالوت 658هـ :
وفي رمضان عام 658هـ دارت رحى معركة عين جالوت على أرض المسرى فلسطين الحبيبة، و كانت هذه المعركة بين المسلمين المماليك بقيادة القائد المملوكي الفذ المظفر قطز ، وبين المغول الهمجيين، الذين عاثوا فسادا في أرض المسلمين، وزرعوا الخوف والرعب في نفوسهم، وكان النصر حليف المسلمين، وكسر القائد مظفر قطز حاجز الخوف وأباد الجيش المغولي، وهزمه شر هزيمة.

- فتح أنطاكية 666هـ :
وفي شهر رمضان من العام 666هـ كان فتح إمارة أنطاكية، عاصمة الصليبيين في بلاد الشام، وكان قائد المسلمين في هذا الفتح العظيم السلطان الظاهر بيبرس، الذي كُتب على يديه هزيمة الصليبيين والمغول من قبلهم، ورفعة الإسلام والمسلمين.

- معركة شقحب 702هـ :
وفي العام 702هـ في الشهر المبارك أيضا، كانت معركة شقحب، على مشارف مدينة دمشق( سوريا ) ، بين المسلمين بتحريض من شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وبين المغول، بعد أن استباحوا ديار المسلمين مرة أخرى. وأقسم شيخ الإسلام على الله أن يكون النصر للمسلمين، ثم أمر المسلمين بالإفطار ليَتَقَوَّوا على عدوّهم، وفعلا أبرّ الله بقسم ذلك العالم العابد المجاهد، ونُصر جند الحق وخُذل المَغول، فتحقق نصر آخر للمسلمين في هذا الشهر الكريم.

-العاشر من رمضان 1393هـ :
في رمضان عام 1393هـ السادس من أكتوبر 1973م ، التقى المسلمون المصريون والعرب مع اليهود الخونة قتلة الأنبياء والأبرياء. وعلى أرض سيناء، هَزم المصريون اليهود واستردوا شبه جزيرة سيناء، بعد أن بقيت تحت وطأة الاحتلال والاغتصاب الصهيوني بضع سنوات .

فلقد فهم المسلمون الأوائل أن شهر رمضان شهر جهاد وعمل لا شهر نوم وخمول وكسل , وأنه لا تعارض بين العبادة والتهجد لله رب العالمين وبين الجهاد لتحقيق معاني الاستخلاف على هذه الأرض .
لما أرسل عبد الله بن المبارك رحمه الله بقصيدته الجميلة المعروفة للفضَيل بن عياض؛ حيث كان فضيل في مكة ملازماً للحرم الشريف ـ الذي تعادل الصلاة فيه مائة ألف صلاة فيما سواه من المساجد ـ وكان ابن المبارك مرابطاً في الثغور في طرسوس .. ومما جاء في قصيدته، قوله:


يا عابد الحرمين لو أبصرتنا … لعلمت أنك بالعبادة تلعبُ
من كان يخضِبُ جيدَهُ بدموعه * * * فنحورنا بدمائنا تتخضَّبُ
أوْ كان يُتعِبُ خيلَهُ في باطلٍ * * * فخيولنا يومَ الصبيحةِ تتعبُ
ريحُ العبير لكم ونحنُ عبيرُنا* * * رهَجُ السنابكِ والغُبارُ الأطيبُ
ولقد أتانا من مقالِ نبينا * * * قولٌ صحيحٌ صادقٌ لا يكذبُ
لا يستوي وغُبار خيل الله في* * * أنف امرئٍ ودُخانُ نارٍ تلهَبُ
هذا كتابُ الله ينطق بيننا * * * ليس الشهيدُ بميتٍ لا يُكذَبُ


ولما ألقي بكتاب ابن المبارك إلى الفضيل وكان في الحرم، قرأه وبكى، ثم قال: صدق أبو عبد الرحمن ونصح . انظر سير أعلام النبلاء: 8/412.
فلنجعل من شهر رمضان فرصة لإتقان العمل لأن إتقان العمل دليل على التقوى والتربية على التقوى أول أهداف الصيام .

 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
بسم الله الرحمن الرحيم


أجمل ما قيل من الشعر في الحج

رسالة عبر البريد ولكن اعجبتني جدا


كثيراً ما أنشد الشُعراء في موسم الحج وتمنوا شهوده مع الحجيج , فمنهم من أطال وفصل , ومنهم من أوجز واختصر ؛ فمن أطال أتى على وصف مناسك الحج , ووقوف الناس بعرفات , ورميهم للجمار , والنحر وغير ذلك ؛ ومن أختصر ذكر تشوقه وحنينه إلى تلك الأماكن المقدسة , وكلاً بحسب ما تجود به قريحته من شعر .

[frame="1 98"]ومن أجمل ما قرأت من قصائد في هذا الباب , ثلاث قصائد .
الأولى : وهي قصيدة مطولة لابن القيم الجوزية – رحمه الله - , المتوفى سنة ( 751ه ) .

فـلـله ذاك الموقف الأعظم الذي *** كموقف يوم العرض بل ذاك أعظمُ
ويـدنـو بـه الـجبار جل جلالهُ *** يـبـاهـي بهم أملاكه فهو أكرموا
يـقـول عـبادي قد أتوني محبةً *** وانـي بـهـم بـر أجـود وأرحمُ
فـأشـهـدكـم أني غفرت ذنوبهم *** وأعـطـيـتـهـم ما أملوه وأنعمُ
فـبشراكم يا أهل ذا الموقف الذي *** بـه يـغـفـر الله الذنوب ويرحمُ
فـكـم مـن عتيق فيه كمل عتقه *** وآخـر يـسـتـسعى وربك أرحمُ
وما رؤى الشيطان أغيظ في الورى *** وأحـقـر مـنـه عندها وهو الأمُ
وذاك لأمـر قـد رآه فـغـاظـه *** فـاقـبل يحثو الترب غيظاً ويلطمُ
لـمـا عاينت عيناه من رحمة أتت *** ومـغفرة من عند ذي العرش تُقسمُ
بـنـى مـا بنى حتى إذا ظن أنهُ *** تـمـكـن مـن بنيانه فهو محكمُ
أتـى الله بـنـيـاناً له من أساسه *** فـخـر عـلـيـه سـاقطاً يتهدمُ
[/frame]



[frame="13 98"]الثانية : قصيدة لشخص أسمه عبد الرحيم البُرعي- رحمه الله - , لم أقف على ترجمه له في كتب التراجم والرجال , ويقال أنه من أهل اليمن , وقد لفظ أنفاسه عند أخر بيت من القصيدة , – والله أعلم بحقيقة الأمر – .
فتقع في ثلاثة عشر بيتاً , وهي جميله جداً , وخاصة في تصويره لشدة شوقه إلى مكة المكرمة , وتمنيه حضور الموقف مع الحجيج .. فيقول :
يـا راحـلـيـن إلى منى بقيادي **** هـيـجـتـم يوم الرحيل فؤادي
سـرتـم وسـار دليلكم يا وحشتي **** الـشـوق أقلقني وصوت الحادي
حـرمـتـم جـفني المنام ببعدكم **** يـا سـاكـنين المنحنى والوادي
ويـلوح لي ما بين زمزم والصفا **** عـند المقام سمعت صوت منادي
ويـقـول لـي يا نائما جد السرى **** عـرفـات تـجلو كل قلب صادي
مـن نال من عرفات نظرة ساعة **** نـال الـسـرور ونال كل مرادي
تالله مـا أحـلى المبيت على منى **** فـي لـيـل عيد ابرك الأعيادي
ضـحـوا ضحاياهم وسال دماؤها **** وأنـا الـمـتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات الرضى **** وأنـا الـمـلوع قد لبست iiسوادي
يـا رب أنت وصلتهم صلني بهم **** بـحـقـكـم يـا رب فك قيادي
فـإذا وصـلـتـم سالمين فبلغوا **** مـنـي الـسلام أُهيل ذاك الوادي
قـولـوا لـهـم عبد الرحيم متيم **** ومـفـارق الأحـباب والأولادي
صـلـى عـليك الله يا علم الهدى **** مـا سـار ركـب أو ترنم حادي
[/frame]


[frame="15 98"]الثالثة : قصيدة لأبي نواس , تعبر عن توبة ورجاء في الحج .
فهي تعبر عن توبة وندم ممزوجة بالتلبية , ولعلها من أخر قصائده التي تجب ما قبلها من لغو الحديث , ورفث الكلام , وخاصة خمرياته , فقد قال الله تعالى حاثاً الشعراء على التوبة : { إلّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ اللَّهَ كَثِراً .. } [ الشعراء : 227] .
وممن نقل هذه القصيدة , الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " , بسنده عن ابن صفوان , قال : لما حج أبو نواس لبى فقال :

إلـهـنـا ما أعدلك **** مـليك كل من ملك
لـبـيك قد لبيت لك **** لـبيك إن الحمد لك
والملك لا شريك لك **** مـا خاب عبد سألك
لـبيك إن الحمد لك **** أنـت له حيث سلك
لـولاك يا رب هلك **** لـبيك أن الحمد لك
والملك لا شريك لك **** والـليل لما إن حلك
والسابحات في الفلك **** على مجاري المُنسلك
كـل نـبـي وملك **** وكـل مـن أهل لك
سـبح أو صلى فلك **** لـبيك أن الحمد لك
والملك لا شريك لك **** يـا مخطئا ما أغفلك
عـجـل وبادر املك **** واخـتم بخير عملك
لـبيك أن الحمد لك **** والملك لا شريك لك
[/frame]


قمت بترتيبها وتنظيمها لعلكم تستفيدون منها
أعضاء البرزة الغالين

بوخالد الحجاجي

يحب الخير للجميع
 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
كيف ننقش القرآن على صدور صغارنا؟



سبحان الله إن من عناية الله بهذا القرآن أن يهيئ له كتاباً وأقلاما وأشخاصاً يبدعون بأفكارهم وآرائهم لتحبيب الآخرين بكتاب رب العالمين
ولأن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر، فإن أفضل مراحل تعلم القرآن، الطفولة المبكرة من (3 - 6) سنوات؛ حيث يكون عقل الطفل يقظًا، وملكات الحفظ لديه نقية، ورغبته في المحاكاة والتقليد قوية، والذي تولوا مسئوليات تحفيظ الصغار في الكتاتيب أو المنازل يلخصون خبراتهم في هذا المجال فيقولون:
إن الطاقة الحركية لدى الطفل كبيرة، وقد لا يستطيع الجلوس صامتًا منتبهًا طوال فترة التحفيظ، ولذلك لا مانع من تركه يتحرك وهو يسمع أو يردد.

- المكافأة مدخل طيب لتحبيب الطفل في القرآن، وذلك بإهدائه شيئًا يحبه حتى ولو قطعة حلوى، كلما حفظ قدرًا من الآيات، وعندما يصل الطفل إلى سن التاسعة أو العاشرة يمكن أن تأخذ المكافأة طابعًا معنويًا، مثل كتابة الاسم في لوحة شرف، أو تكليفه بمهمة تحفيظ الأصغر سنًا مما حفظه وهكذا.
- الطفل الخجول يحتاج إلى معاملة خاصة، فهو يشعر بالحرج الشديد من ترديد ما يحفظه أمام زملائه، ولهذا يمكن الاستعاضة عن التسميع الشفوي بالكتابة إن كان يستطيعها، وإذا كان الطفل أصغر من سن الكتابة يجب عدم تعجل اندماجه مع أقرانه، بل تشجيعه على الحوار تدريجيًا حتى يتخلص من خجله.
- شرح معاني الكلمات بأسلوب شيق، وبه دعابات وأساليب تشبيه، ييسر للطفل الحفظ، فالفهم يجعل الحفظ أسهل، وعلى الوالدين والمحفظين ألا يستهينوا بعقل الطفل، فلديه قدرة كبيرة على تخزين المعلومات.
- غرس روح المنافسة بين الأطفال مهم جدًا، فأفضل ما يمكن أن يتنافس عليه الصغار هو حفظ كتاب الله، على أن يكون المحفظ ذكيًا لا يقطع الخيط الرفيع بين التنافس والصراع، ولا يزرع في نفوس الصغار الحقد على زملائهم المتميزين.
- ومن الضروري عدم الإسراف في عقاب الطفل غير المستجيب، فيكفي إظهار الغضب منه، وإذا استطاع المحفظ أن يحبب تلاميذه فيه، فإن مجرد شعور أحدهم بأنه غاضب منه؛ لأنه لم يحفظ سيشجعه على الحفظ حتى لا يغضب.
- على المحفظ محاولة معرفة سبب تعثر بعض الأطفال في الحفظ "هل هو نقص في القدرات العقلية أم وجود عوامل تشتيت في المنزل" وغير ذلك بحيث يحدد طريقة التعامل مع كل متعثر على حدة.
- من أنسب السور للطفل وأيسرها حفظًا قصار السور؛ لأنها تقدم موضوعًا متكاملاً في أسطر قليلة، فيسهل حفظها، ولا تضيق بها نفسه.
- وللقرآن الكريم فوائد نفسية جمة، فهو يُقوِّم سلوكه ولسانه، ويحميه من آفات الفراغ، وقد فقه السلف الصالح ذلك فكانوا يحفظون أطفالهم القرآن من سن الثالثة.
المصدر - الشبكة الإسلامية
 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
لا يعاب الإنسان بما في طبعه إنما ...

هذا العنوان هو جزء من كلمة للجنيد -رحمه الله- ونصها:

"الإنسان لا يُعاب بما في طبعه، إنما يُعاب إذا فعل ما في طبعه".


وقريب منها كلمة لابن حزم -رحمه الله- يقول فيها: "لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح، ولو أنه أشد العيوب وأعظم الرذائل، ما لم يظهره بقول أو فعل، بل يكاد يكون أحمدَ ممن أعانه طبعه على الفضائل، ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد إلاّ عن قوة عقل فاضل".


هاتان الكلمتان من هذين الحكيمين تحملان حِكماً، وعِبراً يجدر تأمّلها، والإفادة منها؛ فكل إنسان جُبِل على غرائز كثيرة، بعضها حسن، وبعضها قبيح.

ومن الناس من لا يأبه بما طُبع عليه من الرعونات؛ فلا حديث لنا معه ههنا.
ومنهم من تؤذيه طباعه القبيحة، وربما بلغ به اليأس مبلغه من تغيير تلك الطباع، أو تلطيفها بحجة أنها غرائز لا يمكن تغييرها.

والحقيقة أن الأخلاق والطباع كما أنها غريزية جبلية فهي كذلك اكتسابية تتأتَّى بالمراس، والدُّرْبة.

والمقام ههنا ليس مقام بسط ذلك، وإنما المقصود إحسان التعامل مع طبائع النفس، ومحاولة توجيهها إلى ما ينفع، وصرفها عما يضر.

فالإنسان -كما يقول الجنيد- لا يُلام على طباعه التي فُطِر عليها إذا كانت طباع سوء كالبخل، أو سرعة الغضب، أو ضعة النفس، أو الشَّرَه، أو نحو ذلك.
وإنما يُلام على فعل ما في طبعه الفاسد، واسترساله مع رعوناته، وإطلاقه العنان لنزواته، وتركِه محاولةَ النهوض بنفسه، ورَفْعِها عن دركات الحضيض.

أما أصل الطبع فإنه لا يُلام عليه، ولو أنه -كما يقول ابن حزم- أشدّ العيوب، وأعظم الرذائل؛ لأن ذلك ليس من كسبه، ولا اختياره.

بل يُحمد غاية الحمد إذا قهر نفسه، وسعى للارتقاء بها.

ثم إن مما يجمل بالإنسان أن يعرف نفسه، وطباعه، ويوظفها في الخير غاية ما يستطيعه، وينأى بها عن الشر غاية ما يمكنه.
فمن الناس -على سبيل المثال- مَنْ في طبعه حرارة وحِدَّةُ مزاج، وربما تأذى من ذلك وعدَّه مما يُعاب به، ويُزْرى عليه بسببه.

ولكن لَوْ وَجَّه ذلك الطبع إلى ما ينفع لآتى أُكُله ضعفين؛ بحيث يفيد منه في الحزم، وإنجاز الأعمال، وترك التقصير في الحقوق، والتجافي عن الكسل والخور وهكذا؛ فيكون طَبْعُه بمنزلة النار التي تنفعه، فيطبخ عليها طعامه، ويصطلي بها في البرد دون أن يقترب جداً منها، فتؤذيه حرارتها، وقد تحرق ثيابه أو بدنه.

وقل مثل ذلك في شأن برود الطبع؛ فقد يفيد الإنسان في هدوء الأعصاب، وحسن الاستقبال للحوادث، والبعد عن الغضب، وسوء التصرف.

وذلك إذا وطّن نفسه على الإفادة من ذلك الطبع، وسعى للبعد عن آفات البرود كالاستكانة، وبلادة النفس، وقلة المبالاة بالناس، والتأخر في إنجاز الأعمال.

وهكذا الحال بالنسبة للغيرة؛ فهي غريزة جُبِلت عليها النفوس خصوصاً النساء المتزوجات؛ فالغيرة طبع في النساء، فإذا استرسلت المرأة معها كانت الغيرة مذمومة، وإذا هذبتها وقومتها كانت الغيرة محمودة؛ فالمذموم منها تلك الغيرة التي تتأجج في صدر صاحبتها ناراً موقدة تشعل جيوش الظنون والشكوك؛ فتحيل جوَّ الأسرةِ جحيماً لا يُطاق.
والغيرة المحمودة هي المعتدلة التي لا تتسلط على صاحبتها؛ فلا تثير عندها شكوكاً ولا أوهاماً؛ فهذه غيرة مقبولة، وقد تُستملح أحياناً، بل إن التجرّد من الغيرة لا يُحمد.

فالغيرة -إذاً- ليست شراً محضاً، وإنما الشر فيما كان مبالغاً فيه من الغيرة؛ فغيرة المرأة على الرجل هي -في الحقيقة- إحساس صادق لمدى حبها له، وهي في الوقت نفسه صورة معبرة عن حرصها على الاستئثار به، وهي -كذلك- حالة نفسية تعبر عن خوف المرأة على مستقبلها في الحياة؛ فهذا المزيج من الحب الخالص، والأثرة المفرطة، والخوف الزائد - يصنع في المرأة عاطفة الغيرة.

إن شعور المرأة بحبها لزوجها قد يدفعها إلى إسعاده، وتهيئة الجو المناسب لتحقيق آماله.
غير أن إحساسها بحبها لنفسها، وخوفها على مستقبلها في الحياة قد يقودها إلى فرض القيود على زوجها الذي أحبته؛ مؤملة بذلك أن يكون خيره كله لها، ولأولادها.

وقد تزيد الغيرة عن هذا الحد، فتودي بالمرأة إلى تصرفات غريبة شائنة بدايتُها الشكُّ في الزوج؛ وتفسير تصرفاته على غير وجهها؛ فتشك فيه إذا الْتَفَتَ فرأى امرأة تسير، وتشكُّ فيه إذا رفع سمّاعة الهاتف فخفض صوته، وتشكّ فيه إذا غاب لسفر أو نحوه، وتشكّ فيه إذا تشاغل عنها في بعض الأحيان.

كل ذلك مع أن الزوج لم تظهر عليه علائم الفساد، ولا الجناح إلى الشر.

وقد تزيد في مطالبها لزوجها، فتستنزف ماله قدر المستطاع؛ كيلا يذهب شيء منه إلى أمه، أو إخوته، أو لأجل ألاّ يبقى عنده فضل مال يتزوج به زوجة أخرى.

ثم بعد ذلك تبدأ آلامها؛ لانتفاع غيرها بزوجها، ثم تنتقل إلى اتهام أهل زوجها، وإلى إثارة المنازعات، وتدبير المكائد، وربما تلجأ إلى السحر عياذاً بالله، إلى غير ذلك من التصرفات الطائشة الشائنة.


إن نيران الغيرة تلتهب بوقود خاص، وهذا الوقود قد يكون نقياً نظيفاً؛ فتمنحنا نيرانه النور، والدفء، والأمل.

وقد يكون قذراً لا ينبعث من نيرانه غير دخان يزكم الأنوف، ويعمي الأبصار.

ومن أسباب ذلك الوقودِ القذرِ ضعفُ التربية الدينية والخلقية، وهذا ما يثير الأطماع، ويحيي الأحقاد.

ومن أسبابه جهلها بالعواقب.

ومن أسباب ذلك -أيضاً- حماقة الرجل، وسوء تصرفاته.


ولهذا يجب على الزوجة التي تروم السعادة لنفسها ولزوجها أن تعتدل في غيرتها.

ولقد أطلت في مسألة الغيرة؛ لما لها من الأهمية، ولما للتفريط في شأنها من العواقب الوبيلة.

وبالجملة فهذه نبذة يسيرة في شأن الطباع يُقاس عليها الكثير من أمثالها.


مقال للشيخ محمد الحمد جميل جدا

اخوكم بوخالد الحجاجي
 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
نُهِيْنا عن التكلف


البساطة, وأخذ الأمور مأخذاً سهلاً بعيداً عن التعقيد, والرسمية _ يعطي الحياة رونقاً, ومذاقاً لذيذاً, ويقضي على جراثيم الأبهة, والعظمة الزائفة, ويريح من أعباء تنال نيلها من الصحة, والأعصاب, والمال.

ولا أعني بذلك الفوضى, وترك الحبل على الغارب على حد قول شاعر النيل:

ولذيذ الحياة ما كان فوضى **** ليس فيه مسيطر أو نظام


وإنما المقصود أن يكون هناك نوع من المرونة يكسر حدة الصرامة والجدية، ويضفي على الحياة شيئاً من اللطافة والبهجة.
ومن التكلف المذموم ما كان في الكلام، وذلك إذا كان مشتملاً على تقعُّرٍ، وتطلُّب للغريب.

والبلاغة تقتضي أن يكون الكلام من باب (السهل الممتنع) السهل فهمه، الممتنع رومُه والنسجُ على منواله؛ بل لقد قيل لأحد البلغاء: ما حدُّ البلاغة؟ قال: التي إذا سمعها الجاهل ظنَّ أنه يقدر على مثلها، فإذا رامها استعصت عليه.

قال أبو هلال العسكري في كتابه الماتع (الصناعتين) ص62: وقد غلب الجهل على قومٍ فصاروا يستجيدُون الكلامَ إذا لم يقِفُوا على معناه إلا بكَدّ, ويستفصحونه إذا وجَدُوا ألفاظَه كزَّة غليظةَ, وجاسِيةً غريبة, ويستحقِرُون الكلامَ إذا رأَوْه سَلِساً عذباً وسهلاً حُلْواً؛ ولم يعلموا أنَّ السهلَ أمنعُ جانباً, وأَعزُّ مَطْلَباً؛ وهو أحسنُ موقعاً, وأعذبُ مستَمَعاً.
ولهذا قيل : أجود الكلامِ السهلُ الممتنِع.
وصف الفضل بن سهل عمرو بنَ مسعدة فقال: هو أبلغُ الناسِ؛ ومِنْ بلاغَتِه أنَّ كلَّ أحدٍ يظنُّ أنه يكتُبُ مِثْلَ كُتُبِه, فإذا رَامَها تعذَّرَتْ عليه.
ومن التكلف -كذلك- التكلف في الملبس، والمشية، إلى غير ذلك من صنوف التكلف الذي نهينا عنه.
من أجمل المقالات الرائعة

أخوكم بوخالد الحجاجي

يعود للمدونة
 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
[frame="15 98"]كل عام وانتم بخير أحبتي في البرزة





وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
[/frame]
 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
الكلام مبدؤها

مقال راااائع أرسل إلي

هذا جزءٌ من بيت لنصر بن سيار يحذر بني أمية من مغبة الحرب التي رأى نُذُرَهَا، وبداياتها الكلامية، يقول نصر:

أرى خللَ الرماد وميضَ جَمْرٍ *** ويوشك أن يكون لها ضرامُ
فإن النارَ بالعودين تُذْكى *** وإن الحربَ مبدؤها كلام
فإن لم يطفها عقلاءُ قومٍ *** يكون وقودَها جثثٌ وهامُ
فقلت من التعجب ليت شعري *** أأيقاظ أمية أو نيامُ


وهذه أبيات جميلة غايةٌ في النصح والحكمة.

وأنت إذا تدبرت الأحداث العظام، والحروب الطاحنة عبر التاريخ وجدت أنها كانت بسبب كلام تدرج بأصحابه حتى ألقاهم في مكان سحيق.

بل ربما يكون السبب يسيراً جداً، بل قد تكون أحداثاً عائليةً بحتةً داخلَ محيطِ أُسْرةٍ واحدة؛ فتكون سبباً لعداوات كثيرة، من شأنها أن تُغَيِّر مجرى التاريخ.

ولو استعرضنا التاريخ لوجدنا مصداق ذلك لائحاً واضحاً؛ فَأَوَّلُ قَتْلٍ حَصَل في الأرض إنما هو قتل أَحَدِ ابني آدمَ أخاه؛ حيث دار بينهما حديث بيَّنه الله _عز وجل_ في قوله: « وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنْ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِنْ بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِي إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ (29) فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنْ الْخَاسِرِينَ (30) فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَاباً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنْ النَّادِمِينَ (31) مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ » (المائدة 27_32).

وإذا انتقلتَ من ذلك إلى حقب متطاولة، وأتيتَ إلى ما جرى بين يوسف وإخوته وجدتَ شاهد ذلك؛ فالذي حصل في تلك القصة أن إخوةَ يوسف _عليه السلام_ حسدوه؛ لِحَظوته عند والده؛ فتشاوروا في ذلك الشأن، وأجمعوا على أن يجعلوه في غيابة الجُبِّ دون أن يفكروا في عاقبة الأمر؛ ودون أن يكون منهم مَنْ يُحذِّر مِنْ مَغَبَّةِ ذلك الصنيع ومآلاته الوبيلة.

فكان ما كان من تلك الأحداث العظام التي صارت نقطة تحول في حياة البشرية عموماً، وحياة بني إسرائيل خصوصاً؛ حيث انتقلوا من بلاد كنعان _فلسطين_ إلى مصر، ثم ما كان لهم بعد ذلك من الاضطهاد في مصر، إلى غير ذلك مما قصه القرآن الكريم، وورد في صحيح السُّنة.

ولا يخفى عليك حربُ البسوس، وحربُ داحسَ والغبراءِ، وأنها كانت بأسباب تافهة لا تستدعي سوى غض الطرف.
وإذا بحثت في أسباب الحروب العالمية الحديثة وجدت أنها حدثت بسبب كلام، وحماقات، ورعونات لأكابر الساسة؛ فكان عواقب ذلك حروباً طاحنةً أكلت الأخضر واليابس، وكان وقودُها الأبرياءَ من جميع الأطراف.
وقل مثل ذلك في كثير من المشكلات والعداوات التي تنشأ بين بعض الناس سواء كانت كبيرة أو صغيرة؛ إذ هي _غالباً_ شراراتٌ صغيرة لا تزال تكبرُ شيئاً فشيئاً حتى تكون نيراناً موقدة يصعب إخمادها، والسيطرة عليها.

وهذا ما يؤكد لنا ضرورةَ الحكمةِ، والمسارعةِ في معالجة الأمور، والحذر من التهاون في البدايات، والحرص على وأد العداوات في مباديها؛ حتى لا يدفع ثَمَنَها جميعُ الأطراف.
وقد يكون المانعُ من القيام بتلك المبادرات حواجزَ وهميةً، وقد يكون العزةَ بالإثم؛ حيث يأبى كل طرف من القيام بذلك أو قبولـِه؛ عزةً وأنفةً.
وربما ندموا إذا رأوا مآلاتِ الأمور، وعِظَمَ حَجْمِ الخسائر، ولات ساعة مندم.
ولو أنهم نظروا في العواقب، وتدبروا المآلات، وأصاخوا السمع لداعي الحكمة، وهبطوا يسيراً من عليائهم، وخفَّفُوا ولو شيئاً قليلاً من غلوائهم _ لكان خيراً لهم وأحسن تأويلاً، ولكان ذلك أحفظَ لجاههم، وأموالهم، وأوقاتهم من أن تضيع سدىً.

 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
التاريخ يصنع العظماء


إن التاريخ كما يقال ليس أعمى فهو يعرف من يكتب فلا يكتب إلا العظماء الذين كانت لهم بصمة في هذه الحياة , هؤلاء العظماء هم الذين يخلد التأريخ ذكرهم , وتبقى سيرهم منقوشة على صفحاته على مر العصور وتعاقب الدهور . فكم هم أولئك العظماء الذين ما زالوا في الذاكرة ؟! مع أنه مرّ على موت بعضهم مئات السنين لكنهم عرفوا كيف يأخذوا مواقعهم بين آلاف البشر ! فهل هناك أحد لا يعرف الفارق عمر ؟ أم هناك من لا يعرف بطل حطين وقاهر الصليبيين ؟! أم هناك عالم أو مثقف محترم تخلوا مكتبته من كتب ابن تيمية وابن القيم وابن حجر ...... ؟!
لقد حفل تاريخنا الإسلامي بعظماء لم يعرف التأريخ البشري مثلهم . لكن يبقى السؤال هل عاش أولئك العظماء في تلك الحقبة الزمنية لوحدهم ؛ ولذا لم يعرف غيرهم؟! أم أنهم عاشوا بين ملايين البشر؟! وهنا يطرح سؤال أيضا أين الذين كانوا معهم ؟! لماذا لم يذكرهم التاريخ ؟!
والجواب باختصار إن التأريخ لا يعرف إلا العظماء .

أما من يعيش على هامش الحياة ...يأكل ويشرب ....ينام ويستيقظ....... ليس له دور في حياة الأمة غاية ما يحمله من الهم , هم العشق والهيام وفي أحسن الأحوال يصرف جهده ووقته في فضول المباحات وسفاسف الأمور فأمثال هؤلاء لا يتشرف التأريخ بمعرفتهم !!
وربما طرح سؤال آخر , ألم يذكر التأريخ النمرود وفرعون وقارون وهامان ...؟ الجواب نعم .. قد ذكرهم لكن من يريد أن يُذكر كما ذُكر أولئك الجبابرة !!

إن الأمة بحاجة في هذا الزمن إلى عظماء يعيدون لهم عزها ومجدها وكرمتها المسلوبة في زمن ضرب الذل بأطنابه في أرجاء أمتنا المنكوبة .
وعندما يكون العظماء هم القادة الذين يسوسون الناس ؛ يأتي النصر والعزة والتمكين. كتب ملك فرنسا جرج الثاني رسالة إلى خليفة المسلمين في الأندلس هشام الثالث ومما جاء فيها " ..... فقد سمعنا عن الرقي الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة ؛ فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا التي يجتاحها الجهل من أركانها الأربعة " ثم ختمها بقوله (من خادمكم المطيع جورج الثاني ملك فرنسا !!) يا ترى هل تعود الأمة إلى تلك الأيام العامرة التي يعتز المسلم فيها بدينه ويفتخر أنه من أمة الإسلام ؟! أقول هذا ليس على الله بعزيز وأنا متفائل رغم الجراح فالأمة مازالت تنجب العظماء والبطال عن أنس – رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره" [ رواه الترمذي2869 وقال الألباني حسن صحيح ] والله سبحانه وتعالى يقول (وتلك الأيام نداولها بين الناس ) ولكن لابد من العودة إلى الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء وليعلم كل واحد منا أنه يستطيع أن يقدم لأمته خيرا وأن لديه قدرات فيجب ألا يعطلها ؟ فهل حدثتك نفسك يوما من الأيام أن تكون عظيما من عظماء الأمة ؟ فماذا أجبتها ؟ !!

ليس الطموح إلى العلياء من سفه *** ولا السمو إلى حق بمكروه
إن لم أنل منه ما أروى الغليل به *** قد يحمد المرء ماء ليس يرويه


 

بوخالد الحجاجي

๑ . . مشرف برزة الدراسات والبحوث . . ๑
مشرف
التسجيل
9 ديسمبر 2010
رقم العضوية
12988
المشاركات
3,692
مستوى التفاعل
571
الجنس
الإقامة
البحرين
الحزم مع النفس صفة عظماء الرجال الذين يحترمون أنفسهم , ويتدبرون عواقب أمورهم , فهم ينجزون أعمالهم , ويفون بمواعيدهم , ولا يدعون للمفاجآت سبيلاً إليهم .

ولا ريب أن ذلك مظهر من مظاهر العظمة الحقة , التي تجعل نصيب صاحبها من الاحترام موفىً غير منقوص .
والذي يلاحظ على ثقافة كثير من مجتمعاتنا أنها لا تحسب حساباً للمستقبل , إنما تنظر إلى يومها الحاضر فحسب .
والنظر إلى الحاضر , وجمع الهمة عليه أمر محمود , ولكن ذلك لا ينافي النظر إلى المستقبل , وأخذ الأهبة لما سيأتي من أمور .


ولا أريد ههنا أن أسترسل في هذا الشأن , وإنما أود الإشارة إلى أمر يقع فيه فئام منا , حيث يؤجلون كثيراً من أعمالهم التي تنتظر الحسم , فإذا جاءت ساعة الصفر , وقرب الموعد الذي لا بد فيه من إنجاز العمل - صاروا يخبطون خبط العشواء , ويوقعون أنفسهم في حرج شديد , وربما أخفقوا أو قصروا في إنجاز ذلك العمل . والسبب أنهم فرطوا في أوقات السعة , فكانت تلك هي النتيجة الحتمية .

وأمثلة ذلك في حياتنا اليومية كثيرة جداً , ومنها ما يحدث عند بعض الطلاب , فتراه طيلة وقت الدراسة يمرح ويؤجل , ويسوف في المذاكرة , وكتابة الأبحاث المطلوبة منه . فإذا قرب وقت الامتحان استنفر قواه , وأجهد نفسه , وربما كان ذلك على حساب صحته , وتحصيله . بل إنك لتعجب من الطلاب حين تراهم قبل الامتحان بدقائق وهم أمام قاعة الامتحان لا يكاد أحدهم يرفع طرفه من كتابه , ورغبة في اغتنام ما بقي من وقت , ولا يكاد يدخل القاعة إلا بعد التي واللتيا .
ولو أنه استعد قبل ذلك لكان خيراً له , وأحسن تأويلاً .
ومما هو داخل في ذلك القبيل ما تجده عند بعض الأساتذة , حيث يؤجل كتابة أسئلة الامتحان حتى إذا لم يبق إلا القليل كتبها على عجل , وربما كان ذلك على حساب الطلاب .
وبعضهم تكون عنده مناقشة رسالة علمية , فتمكث عنده شهوراً عديدة دون مسوغ , فإذا قرب وقت المناقشة لم يبق عنده وقت لقراءة الرسالة , وربما أتى خالي الوفاض من الملحوظات , فكان ذلك على حساب الطالب المناقش , ربما عوض الأستاذ ذلك النقص بملحوظات لا قيمة لها , أو برفع الصوت على الطالب المناقش , فيعرض الأستاذ نفسه للذم واللوم .

ومن الأمثلة على ذلك ما يكون في أيام المواسم كالأعياد مثلاً , فتجد أكثر الناس لا يستعد للعيد قبل مجيئه بأيام ولو كانت قلائل , بل تراه يؤجل , حتى إذا جاءت ساعة الصفر , ولم يبق على العيد إلا ساعات دخل في معترك السوق , ولقي الأمرين من جراء الزحام الشديد , وربما لم يحصل على جميع ما يريد .
ومن هذا القبيل ما يكون من حاجيات الأولاد , وطلباتهم , فقد تفاجأ بأبنك إذا أردت إنزاله عند باب المدرسة وهو يعطيك تقريره الدراسي يريد منك الاطلاع عليه , وكتابة توقيعك .
وقد تأتي إلى المنزل في ساعة متأخرة من الليل , فيقال لك : إن حليب الطفل قد انتهى , ولابد من إحضار الحليب هذه الساعة .
وقل مثل ذلك في شأن مواعيد المطارات , والولائم , وتسليم البحوث الطلابية , ومراجعة الدوائر الحكومية , وبداية الموسم الدراسي , وما جرى مجرى تلك الأمور .


وكذلك ما يكون من حال كثير من الموظفين في المؤسسات الحكومية وغيرها , حيث التأخر عن الدوام , وتعطيل المصالح العامة , وما سبب ذلك في الغالب إلا التكاسل , والرغبة في كسب دقائق للنوم والراحة , فإذا جاءت ساعة الصفر هب الموظف كالمذعور , ربما خرج دون تناول إفطاره إذا كان الوقت صباحاً , أو يتناوله على عجل , وربما سار بسرعة جنونية , وربما تجاوز إشارات المرور الحمراء , فيصل وهو ثائر النفس مشدود الأعصاب , فيلقى ما يلقى من اللوم , أو الحسم , أو النظرات الشزرة .
وهكذا الحال بالنسبة للصحة , حيث تجد كثيراً من يفرط في صحته , ويدع المبادرة للعلاج كسلاً , وتهاوناً , فإذا ساءت صحته دفع الثمن أضعافاً مضاعفة من وقته وماله .


ولأضرب لذلك مثالاً واحداً ألا وهو موضوع الأسنان , فالواحد منا يدع المبادرة لعلاجها , حتى إذا تهالكت راجع الطبيب بعد أن يفوت الأوان .
والأدهى في هذا الباب ما يكون في شأن الفرائض , حيث يلحظ على كثير منا تماديه في الشغل أو النوم حتى إذا قرب وقت الصلاة -مثلاً- نهض بسرعة , وعجل في الوضوء , وربما أخل به , فلا يأتي الصلاة إلا وقد فاته ركعة أو ركعات , وربما فاتته الصلاة , بل ربما خرج وقت الصلاة ولم يؤدها بعد .
وهكذا الحال بالنسبة للصيام حتى إنك لتجد من يتشاغل بالكلام , أو النوم , أو بعض الأعمال , حتى إذا قرب وقت الإمساك -صار يأكل ويشرب بسرعة قد تضر بصحته , وربما طلع الفجر ولما يتسحر بعد .
ولا يعني ما مضى أن يكون المرء كالآلة , أو ألا يقع منه الخلل أو التقصير البتة . وإنما المقصود ألا يكون الخلل , والكسل , والتواني -دأبه في سائر أحوله وأيامه .
وهذا ما يؤكد لنا ضرورة المعالجة لمثل هذه الأمور , وأن نعود أنفسنا ومن تحت أيدينا على البعد عن المضايق , والتصرف في أوقات السعة , وأن نشيع في بيوتنا , ومدارسنا , ومجتمعاتنا عموما ثقافة الحزم , والمبادرة , واحترام المواعيد , وإنجاز الأعمال في أوقاتها .
 
عودة
أعلى