رد: مسجد منطقة العقبة
الشيخ علي بن عبدالله العقبي
تولى خلافة المدربة بعد وفاه الشيخ احمد بن علي .واقصد المدربة جاءت من كلمة مدروب وهي نقطة مهمة في رؤوس الجبال ، وتجد لها مكانا في الماضي ، قائمة على العرف القبلي للشحوح والقبائل لامجاورة ،أما مايدعى باسم رشيد كما هو مشاع حاليا فهذا الاسم غير موجود في منطقة رؤس الجبال في الماضي بل يعتبر إسم دخيل عاى العرف القبلي عند الشحوح إن قارنا فيها في الماضي والمدروب الشخص المعروف بطلاقة اللسان والكياسة ، ويقوم بدور متابعة عشيرته , وكل العشاير ليس لديها شيوخ من نفس عشائرها ، وانما يوجد لها مداريب ، ومسؤولية الشيوخ يتزعمون العشاير وموجودون في اسرة آل مالك واسرة الكمزاري ، والذين ذكرناهم يستحقون كلمة شيخ ، ولكن كما ذكرت العرف الشحي لا يحتفظ بهذا اللقب الا للشيوخ المذكورين ،ووجود في الوثائق كلمة شيخ فلاني ، فهذا مسعى بريطاني لتمهيد هدفها الذي تسير عليه في منطقة روؤس الجبال وجعلتها بؤر متنافسة بين (هديي واشتيرى) فأتت بالالقاب على المداريب بكلمة شيخ قصدها ان تدعم هدفها .
أرى مساعيها الاستعمارية بزيادة النار حطبا القائم في سياسة (فرق تسد) التي نفذته على المنطقة العربية ككل ، وهو حقيقته يفرق ولا يسد بين مختلف العشاير ، فكان الشيخ علي بن عبدالله العقبي مر باختبار صعب طوال حياته ، لذلك كان لا يقر في داره وقد يصله الرسول يطلب منه الدخول في امور العشائر ، وقد أعطى غالب اوقاته التردد على المناطق المختلفة ، سيرا على قدميه بين السلاسل الجبيلة ، او راكبا على ظهر قاربا متجا به الى مكان الخلاف , كان خفيف العبالة ، وهذه الجولات كسبته محبة العشائر له , ليس لكونه رجلاقبليا فقط ، وانما ياخذ في الامور كأنه حاكما ، لجرأته بالحق ولاتأخذه بالحق لومة لائم , , حتى الشيوخ في بخا ودبا يقبلوه بالتدخل لنزاهته ولسرعة تصرفه , وفي حياته عاصر عدة شيوخ في بخا محمد بن احمدآل مالك ، وفي دبا الشيخان حسن بن رحمة وحمدان بن احمد ، ترك عندهم بصمة في مشاركتهم ومساهماته الوطنية ، بالعدل والحب للكيان رؤوس الجبال ، وفاته كانت فاجعة للجميع ، وقد انتقل الى جوار ربه في بداية الستينيات من القرن المنصرم , ووفاته خسارة فعلية استوعبناها من خلال اللذين عاصروه ، او سمعوا به , مميزاته انه شخصية وحدوية تجمع مصالح الجميع ولا يميل بين كفة على أخرى ، الكل معه ابناء وطن واحد , ومتساوون ، ولذلك اسلوبه في بت المشاكل تنشق الى نصفين ، ويرفع الاخيرة وان احتاجت الى مستوى اعلى يتولاها الشيخ في دبا , وحانة وفاته في منطقة الشرية لدى انتقاله اليها ليعلن العيش بها ، ومفضلا العيش عن العقبة ، لسهولتها واقل صعوبة من العقبة ، ورغم عيشه بها الاأنه متواجد في العقبة ، ويواضب عملة البحري المعتاد ، ويذهب إلى بيته في الشرية في اوقات الفراغ .
يراودني سؤال إلى هذه اللحظة لماذا فشلت من الحصول على بعض القضايا التي بت بها صلحه أو حكمه متملا بوثيقة التي وقف فوق بابها ؟؟!
هل اقاربه عبثوا بالوثائق ؟ / ام تدخلاته بفصل قضايا رجال العشاير قائما على النظرية والبرهان ؟ حتى الآم لا ادري وغالبا الاحتمال الاخير ربما من المرجح ! ولكن لا يمنع وقد وجدت عند اقاربه بعض الوثائق التي بت بها ، وكذلك مع أقرباء اصحاب القضايا , وعلى ضوء المساعي التي يتدخل بها ، بعضها تدخل مباشر مع الاسر الحاكمة , مثل قضية الشيخ عبدالله بن محمد بن أحمد آل مالك ، الملقب باسم عبدالله سلطان عندما غضب عليه والده الشيخ محمد بن احمد بسبب قدومه من الخارج مطولا شعر رأسه الذي لايتوافق مع العرف، أغضبه تصرف ابنه وزج به داخل السجن ، وبسجنه ساد تعاطف العشائر الى جانب الشاب ، وبذلت كل العشائر مساعيها لفك سراح الابن ، وفشلة مساعي العشائر التي وفدت الى بخا ، علم الشيخ علي بن عبداللة العقبي بواسطة مقولة وصلته ، وقالتها الراحلة الشيخة موزة بنت سعيد بن سليمان آل مالك ، وتمثل هذه العبارة لعلي بن عبدالله وعموم أهل العقبة ، كلمة ذات صدى ، بقول ( لم يكيت الشيخ محمد الاّ (بني علي) ) هذه الكلمة تركت صدى كبيرا بين نفوس العقبيون ، وكانت الفرصة مواتية حيث مرابطون بشباكهم وقواربهم قرب خصب على الرؤوس البحرية التابعة لخصب ، على مصايد سمك الخباط الذي يتكاثر في موسم معين من السنه، في هذه المكانات من رؤوس الجبال ، أهمها مكان يطلق عليه عمقا ، والخري ، وشفيت حولي ، ومويرد وغيرها من اسماء وبلغهم الخبر من أم الشحوح في تلك الفترة ، وهي حرم الشيخ الشهيد وقائد ثورة الشحوح عام 1930 على الإحتلال البريطانيي الشيخ حسن بن محمد ، ، هذه العبارة وجدت لها صدى غير منقطع النظير عند (بني علي) المتواجدون في المصائد تفاعلوا للخبر وقرروا الذهاب ببتيلين الى بخا ، وعقدواالمسير ، وجرت العادة عندما يرحلون سكان العقبة الى المصائد في خصب يطاردون سمك الخباط والذين يمضون بصيده في رحلتهم (شهرا وعشرون يوما ) ، قد جرت العادة لديهم يحملون سلاحهم في سفنهم وينذلونه الى الشاطى لدى وصولهم الى المصائد ويتركون عنده حراسه يوميه لانشغالهم عنه ، فكانوا مستعدون في حالة أمر ما مثل ماحصل في ثورة 1930 ولذلك كانت حركتهم بالمسير الى بخا سريعة ومختصرة ، وكان قدومهم فيه بهجة واعتزاز نابع من ثقافتهم الوطنية ، يشلون شلة (المنسر) وهو فن ينسب الى بني علي دون سواهم ، تأتي مناسبته في فترات خلغ أو تنصيب حاكم، دون سواه ، وهو فن مرتبط بالشيوخ فقط ، قدموا الى بخا بصورة مهيبة تبعث الاعتزاز ، وعلى صباح ذلك اليوم استيقضوا الأهالي في بخا على صوت شلة المنسر ، أخرجتهم من بيوتهم ومن مختلف الازقة ، واسطفوا بمختلف الاعمار يراقبون المستجدات ،وبنفس الوقت كانهم يرحبون بالقادمون ، بتحية خاصة ، نعم انها تحية وقد مثلهم نيابة عنهم الشيخ محمد بن احمد معبرا عن تحية البخاويون بالخوض في الشاطى فالماء ليصل الى ركبتيه مستقبلهم بالرحب والسعة ، وهيأ لاستقبالهم مجلسين من مجالسه ، وبذل علي بن عبدالله صمته في الموضوع ،وتبادل الحديث مع الشيخ في امور اخرى ، وكان الشيخ علي بن عبدالله قد طهى الامر الذي قادما من أجله ، قبل بلوغهم عند لشيخ ، مختار توقيتها عند تناولهم وجبتهم الرئيسية ، تتوقف على أن يجلس الشيخ محمد بيهم بتناول الوجبه ، ليكون هو على يمينه واحد الوجهاء ويدعى محمد بن محمد بن عبدالله المطوع على يساره ، وبالفعل جاءت الصياني برؤوسها ، الشيخ يعرف مكر ، وذكاء ، وحيلة على بن عبدالله ، وقد اراد الانصراف ويتركهم حتى لايتطرق له بالموضوع ، ولكن الخطة اذا تركهم سوف تفشل ، لابد أن يؤثروا عليه بتناوله الاكل معهم، وهو يحاول الاعتذار وهما يؤخذوه بيديه ، باصرار ، حتى استجاب ، وقام بنفسه يفتت اللحم للضيوف ، ارسل المدروب الشيخ على بن عبدالله مطالبهم التي يريدونها ، استقبلها الشيخ محمد وهي خسلته معروفه به بانه عنيفا وصعب الاقناع أدى به فانفعل وطاش وهم أمامه كالجبل الراسخ ، وحدوا شرطهم لن نأكل وجبتنا حتى نفك سراح الشيخ عبدالله بن محمد ، فرد في جوابه ما يخصك ياعلي هذا ابني وانا ليي الحق بأبني ، ولكن دبلوماسية علي بن عبدالله وخبرته في فك القضايا اقنع بها الشيخ محمد وقد استجاب له واكلوا ، فقال عبارته لهم المملوءة بحنان الابوه ( هودا بنكم وشلوه ) فبادره الشيخ على بلباقة تامة ( هوه بنا وحنين ابنينك يالشيخ ) وتسارعوا مهرولين الي الزنزانه وفكوا سراح الابن الشيخ عبدالله وحملوه على الاعناق الى البتيل ، وصيحات الندبه تتردد في صدى جبال بخا ، أبحروا به الى ان وصل الى العقبة اسضاف في ضيافتهم مدة 3 أيام ولضروف العقبة الجبلية، قرروا العبور به الى دبا مع رضيعته الشيخة موزة بنت محمد حرم الشيخ الراحل محمد بن صالح ، واستقر بينهما حتى حل الخلاف .
سيرة الشيخ علي بن عبدالله الحافلة بدأت بكثير من المواجهات نتطرق لبعضها ألاهم خلاف نشب بين اسرة بني حما سلمون وجهاء سكان كرشه في دبا مع اقرباؤهم أهل حفا لم يتوصلوا لحل ذلك الخلاف ، واخذ خلافهم ياخذ منآ خطيرا دعى والي عمان في خصب التدخل وقدم الى دبا بسفينة ، واجتمعت الاطراف مكونه من الوالي والشيخ حسن بن رحمة حاكم دبا وعلي بن عبدالله العقبي ، والشخص المدان من أهالي حفا مقيد بدقل سفينة الوالي ، ويرسل كلامه اللاسع ، واخذ الكلام يتطور فقال الشيخ حسن بن رحمة وهو يفسر مهمة الوالي وقد رد على الوالي ( أنا أقدر على أهل حفا ) فرد عليه الشيخ على بن عبدالله بمقولة (مقدر عليهم الاّبالحق) ، فهم الوالي من مقولة الشيخ حسن بن رحمة وكانها رساله موجهة الى الشيخ حسن بن رحمه ، فأمر حارسه ان يقطع راس الشخص المدان ، فرد الشيخ علي بن عبدالله على الوالي بقول ( هذا ماسمكة تقطع رأسه) وفي الاخير توصلوا في حل الخلاف وانتهت السالفة .
وفي عصر الشيخ حمدان بن احمد في فترة حكمه على دبا تشاجر شخصان أبناء عم في حفا أيضا، ينتمون من عشيرة ليست من سكان حفا ، وسقط في المشاجرة احدهم قتيلا ، وتدخل الشيخ علي بن عبدالله بالصلح بين اقرباءهم ، وامهلهم الى فترة القيض ، في فترة وجوده بينهم في دبا ، ويقصد بالمهلة التي وضعها قاصدا سوف تبرد المشكلة ويسهل حلها ، وعندما علموا بقدومة رافقهم الى الشيخ حمدان بن احمد وحكمة مشكلة الدم عند القاضي مع الشيخ حمدان . وسوف انتهي مسيرة هذه الشخصية بالمعلومة الوجيزة / تحياتي .